نجا بأعجوبة لاعبو وأعضاء الطاقم التقني والإداري لفريق اتحاد سيدي قاسم لكرة القدم من الموت المحقق، بعد أن اشتعلت النيران في الحافلة التي كانت تقلهم من مدينة تطوان صوب مدينة سيدي قاسم ليلة الجمعة الماضي، وذلك في أعقاب المباراة الودية التي جمعتهم بفريق المغرب التطواني. وحسب مصدر شهد الواقعة التي كانت ضواحي مدينة العرائش مسرحا لها فإن سبب الحادث يعود إلى تماس كهربائي مفاجئ نشب في محرك الحافلة، وحولها إلى كيان متفحم. ولولا الألطاف الإلهية لهلك جميع من كانوا على متن الحافلة، خصوصا أن النوم سيطر على معظمهم، بفعل تنقلهم خلال اليوم ذاته ذهابا وإيابا إلى مدينة تطوان، حيث استفاقوا على نداءات الاستغاثة التي أطلقها المكلف بحمل الأمتعة الذي كان يشغل المكان الخلفي، ليضطر إلى القفز من النافدة وفتح الأبواب للاعبين بعد تعذر فتحها من الداخل. و تسبب الحادث في حالة من الذعر والهلع والارتباك، فسرها وقوع نوبات من الهيستيريا في صفوف اللاعبين والمرافقين. ولولا سرعة البديهة التي أظهرها الشخص المذكور والتضامن الذي ميز عملية إجلاء اللاعبين وأعضاء الطاقم التقني والإداري لعاش الفريق فاجعة حقيقية، حيث اضطر الرئيس عزيز العامري الذي كان يرافق الفريق على متن سيارته الخاصة إلى اكتراء حافلة خاصة أمنت وصول الجميع إلى مدينة سيدي قاسم فجر أول أمس السبت، علما أن جميع المتعلقات الشخصية الخاصة باللاعبين التهمتها النيران. وإذا كان الحادث قد مر دون إن يخلف ضحايا على مستوى الأرواح فقد خلف خسائر مالية كبيرة على مستوى المعدات الرياضية، إضافة إلى عدد غير محدود من المعدات اللوجستيكية التي يستعملها النادي في تدريباته اليومية، فضلا عن بعض الوثائق الإدارية بما فيها بطائق اللاعبين. حيث احترقت كل الوثائق الخاصة باللاعب جواد منير بما فيها بطاقته الوطنية وجواز سفره ورخصة السياقة. وكانت إدارة فريق اتحاد سيدي قاسم قد في ناشدت في وقت سابق السلطات المحلية والمنتخبين بضرورة تزويد الفريق بحافلة من المستوى المطلوب، مخافة حدوث حادث مروري محتمل، حيث أن الحافلة المتفحمة التي يستعملها الفريق في كل تنقلاته يتجاوز عمرها 30 سنة، ولم تعد تستجيب لمتطلبات الراحة والأمان. لكن كل تلك النداءات كانت تذهب أدراج الرياح. واعتبر الضحايا الحادث بأنه عرى حقيقة تعاطي السلطات المحلية مع ملف دعم الفريق الأول للمدينة، ومن ثمة تخلفها عن تمكينه من كل الإمكانيات المالية المطلوبة.