ما فتئت المنتجات التي تقترحها المغربية للألعاب والرياضة تجتذب المتعاطين للرهانات الرياضية واليانصيب، إذ يتراوح عددهم بين مليون و مليون ونصف في الأسبوع، غير أن هذا العدد قد يصل إلى ثلاثة ملايين في الأسابيع التي يكون فيها المبلغ موضوع الرهان أكثر إغراء. تلك تقديرات المغربية للألعاب و الرياضة، التي أشار فاضل الدريسي، متصرفها المنتدب، خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس الثلاثاء بالدار البيضاء من أجل تقديم المنتوج الجديد «كوت آند فوت برو»، إلى أن مجموع عائداتها تحول إلى صندوق تنمية الرياضة، و التي وصلت في السنة الفارطة إلى 105ملايين، ويرتقب أن تقفز في السنة الجارية إلى ما بين 130 و150مليون درهم. و ماانفك رقم معاملات الشركة التي تجنيها من مراهنات اللاعبين يرتفع في السنوات الأخيرة بفعل تنوع المنتوجات التي تقترحها، حيث وصل إلى 618 مليون درهم في السنة الفارطة، 413 مليون درهم عادت للاعبين الرابحين في المراهنات، بينما يؤول جزء منه إلى صندوق تنمية الرياضة بعد خصم الضريبة على القيمة المضافة والتكاليف الأخرى. غير أن فاضل الدريسي يستغرب اتجاه الإدارة الضريبية إلى فرض الضريبة على الشركات على المغربية للألعاب و الرياضة، على اعتبار أن العائدات تؤول إلى خزينة الدولة التي ترصدها لصندوق تنمية الرياضة، معتبرا أن خصم الضريبة على الشركات سوف يقلص المبلغ المالي الذي يعود لذلك الصندوق، مشيرا إلى أن هناك مساع للبحث عن حل لهذا المشكل. من جانب آخر شدد الدريسي على أن الرهان يجب أن يظل تحت رقابة الدولة من أجل تنظيمه و ضبطه من أجل تفادي الانحرافات التي تفضي إلى تورط اللاعبين في اللعب بما لذلك من تداعيات خطيرة تطال اللاعب ومحيطه، وهو ما يدفعه إلى الإلحاح على عدم تحرير قطاع الألعاب الذي تتدخل فيه المراهنات التي يجب حصرها في مستويات مقبولة. وضرب مثلا للانحرافات التي طالت القطاع عندما تمت خوصصته، بما حدث في بعض البلدان الأوروبية، حيث تشابكت مصالح مختلفة تراهن على ملايير الدولارات، خاصة عندما شرعت شركات الألعاب في احتضان فرق رياضية، مما أثر على نظافة اللعب، بل إن الدريسي أشار إلى أنه عندما طرح أحد الوزراء خوصصة المغربية للألعاب و الرياضة، أثارت الفكرة اهتمام أطراف لم تكن بعيدة عن المافيا. وحول دور العامل الديني في استنكاف الشخص عن الإقبال على الرهان، أوضح أن هذا الوازع لا يكون حاضرا سوى لدى 15 في المائة من الأشخاص، خاصة لدى أصحاب نقاط البيع، الذين بعد أن يعلموا أن عائدات الرهان تذهب لخدمة الرياضة يقبلون على تسويق منتوجات الشركة، في نفس الوقت أن عدد اللاعبين الذين يبذلون أموالا كثيرة في الرهان لا يتعدى المائة في المغرب، بل إن الدريسي يؤكد أنه في سبيل ترسيخ مفهوم « اللعب المسؤول» تتدخل الشركة في حالة مبالغة أحد اللاعبين في الرهان، حيث يجري تحسيسه بأن أن الحظ لا يبتسم دائما لصاحبه. وقد أشار إلى أن المنتوجين اللذين يحظيان بإقبال كبير، يتمثلان في «كرونو» و « كوت أند فوت»،الذي يساهم في تحقيق ثلاثين في المائة من رقم معاملات المغربية للألعاب والرياضة، ويستهدف المنتوج الجديد «كوت أند فوت برو»، حسب الدريسي، شريحة كبار الهواة والملمين بلعبة كرة القدم.