تمكن إبراهيم الجماني من الفوز برئاسة مقاطعة اليوسفيةبالرباط في إعادة انتخاب الرئيس، التي أجريت أول أمس الأربعاء، لملء المنصب الذي ظل شاغرا أزيد من شهرين بعد اعتقال الرئيس السابق الاستقلالي سعيد يابو أوائل شهر يوليوز الماضي والحكم عليه سنتين حبسا نافذا بتهمة «النصب والاحتيال وخيانة الأمانة». وترشح الجماني، الذي يتزعم مجموعة مستقلة تتكون من 11 مستشارا، بلون حزب السنبلة بعدما رفض دعم مرشح أغلبية مجلس العاصمة الذي شكل إلى جانبه تحالفا قاد الاتحادي فتح الله ولعلو إلى عمودية الرباط، مما أربك المستشارين المنتمين إلى التحالف المذكور الذين قرروا دعمه في آخر لحظة «حفاظا على تماسك» أغلبيتهم. وحصل الجماني على أغلبية 38 صوتا مقابل صوت واحد ملغى، ليفوز بالرئاسة في الوقت الذي انتُخب فيه عبد الرحيم لقرع عن حزب العدالة والتنمية نائبا أول للرئيس، وعبد القادر البريكي عن حزب الأصالة والمعاصرة نائبا ثانيا، وعمر سيبويه عن حزب الاستقلال نائبا ثالثا. ولم يُخف عدد من مستشاري تحالف الأغلبية بمجلس العاصمة مفاجأتهم من تصرف الجماني، الذي أبدى «رغبة وإصرارا كبيرين» للترشح لرئاسة مقاطعة اليوسفية، تصف المصادر نفسها، التي أضافت أن التحالف كان من حيث المبدأ متفقا على دعم مرشح حزب الاستقلال باعتبار أن الرئيس السابق ترشح للرئاسة بلون الحزب، قبل أن يعلن الأخير تجميد عضويته بعد متابعة النيابة ليابو بالتهمة المنسوبة إليه. وفي الوقت الذي لم يتسن ل«المساء» الاتصال بإبراهيم الجماني، لمعرفة دواعي قراره الترشح باسم الحركة التي لم يساند مرشحها في التسابق على عمودية الرباط، أشار مستشارون من الحركة الشعبية إلى أن الجماني تحدث إلى قياديين من الحزب بشأن انتقاله إليه بصفة رسمية، وليس فقط من أجل التحالف معه للظفر برئاسة مجلس مقاطعة اليوسفية، على أن تحالف الحركة ومجموعة الجماني يتوفر على 26 صوتا مضمونة من أصل 41، وهو ما يخول له أغلبية تمنح التفوق للجماني، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر من تحالف الأغلبية، التي لم تخف ارتباكها أمام الموقف المفاجئ، «أن ترشح الجماني لرئاسة مقاطعة اليوسفية سيكون مستقلا وسيحظى بدعم الأغلبية كذلك التي تحرص على بقائها متماسكة بكل مكوناتها».