نظم المجلس البلدي لجماعة وجدة مساء يوم الخميس الماضي لقاء تواصليا بحضور عدة فعاليات رياضية بالمدينة من بينها بعض الرؤساء السابقين وبعض الأعضاء المنخرطين وجمعيات مهتمة، كجمعية قدماء لاعبي المولودية وجمعية فضاء المولودية الوجدية، بالإضافة إلى مجموعة من المحبين والغيورين على النادي ووسائل الإعلام الوطنية والمحلية لمناقشة الوضعية المزرية التي أصبح عليها سندباد الشرق، اللقاء رفض حضوره المكتب المسير للمولودية كونه المسؤول الأول عن النادي بعد أن رد برسالة كتابية لرئيس المجلس البلدي على دعوة الحضور معبرا فيها عن أسباب رفضه. ولعل النتائج المسجلة مباشرة مع بداية الموسم، ونزول الفريق إلى القسم الثاني كانتا النقطتين اللتين أججتا غضب الرأي العام الوجدي ودفعتا هذه الفعاليات إلى أن تدق ناقوس الخطر منذ بداية الموسم الحالي و إلى تنظيم هذا اللقاء. ونفى رئيس المجلس البلدي أن يكون مدفوعا من جهات ما لعقد هذا اللقاء، حيث ذكر أن هذا الأخير جاء نتيجة اجتهاد من المجلس الجماعي دون أي تأثير خارجي وأن شأن المولودية الوجدية يهم ساكنة وجدة بأكملها وبالتالي وجب اعتباره من أولويات اهتمامات المجلس مثل اهتمامه بجميع المجالات، مضيفا أنه كان لا بد من التدخل في هذا الوقت بالذات للوقوف على مسببات هذه الوضعية ومحاولة إيجاد حلول عاجلة قصد إنقاذ الفريق وفق التوصيات التي سيخرج بها هذا اللقاء بعد الإستماع لكل الأطراف، كما لم يخف تأسفه لاعتذار المكتب المسير للمولودية لعدم الحضور. و قبل أن يفسح المجال إلى المداخلات، نبه رئيس المجلس البلدي عمر حجيرة إلى أن اللقاء مناسبة للتواصل دون تجريح، في سبيل إيجاد حلول استعجالية من خلال التوصيات الختامية و تبليغها بكل أمانة إلى مسؤولي فريق المولودية باعتبارها رغبة الرأي العام. فمع أولى التدخلات اتضح أن المطلب الوحيد والمتفق عليه من حيث عدد التدخلات هو تنحي محمد لحمامي و مكتبه عن رئاسة المولودية مع تحميله مسؤولية الوضع الذي وصلت إليه والفشل بعد عشر سنوات من التسيير مطالبين بالتغيير الفوري وخلق لجنة مكونة من مؤسسات رسمية و جمعيات لها دراية كافية بالشأن الرياضي تساير عن كثب تسيير الفريق إلى حين تقويمه وإرجاعه إلى الطريق الصحيح باعتبار أن الأزمة ليست أزمة تسيير بقدر ما هي أزمة قيم تداخلت فيها عدة اعتبارات، و تصدت لعدة مبادرات جاءت من أجل التغيير كما جاء في إحدى التدخلات. من جهة أخرى، سلمت لرئيس المجلس البلدي لائحة تحمل أزيد من خمسمائة توقيع من طرف ساكنة المدينة و محبي الفريق و التي كانت تتأهب لتنظيم وقفات احتجاجية ضد المكتب المسير للمولودية مع مطالبته بتقديم استقالته الفورية وترك الفريق لمن هو أصلح. كما أشارت إحدى المداخلات إلى أن الأزمة ليس حديثة العهد و إنما اندلعت منذ حوالي ثلاثة عقود مرجعة الأسباب إلى قلة الإمكانات المادية وأيضا إلى الطريقة التي أزيح بها المرحوم بلهاشمي و التي جعلته يقدم استقالته من منصب عمر فيه لأزيد من أربعين سنة، وأن الوضعية الحالية ما هي إلا نتيجة لحلول ترقيعية نتجت عنها أخطاء فادحة و فسحت المجال لاستعمال بعض النصوص من قانون المنخرطين و الذي انتقده الكل معتبرين أنه لا يخدم مصالح الأندية مما نتج عنه تسريح منخرطين دون رغبتهم و غلاق باب الانخراط في وجه البعض و استعمال أحد الفصول لطرد البعض الآخر. و بخصوص مسألة الانخراط، أكد أحد المتدخلين أنه يجب تحميل مسؤولية نكسة المولودية أيضا للمنخرطين الذين انسحبوا أو استقالوا في صمت أو أرغموا على الابتعاد و لم يطلعوا الرأي العام على أسباب استقالاتهم و عما يحدث داخل المكتب. أما القاعة التي عمها التصفيق كلما ذكر اقتراح استقالة لحمامي لم تخل من بعض النوثراث بين المتدخلين رغم تنبيه رئيس المجلس البلدي إلى عدم الخروج عن موضوع اللقاء، الشيء الذي استعصى ضبطه، لكن رغم ذلك فكانت كل المداخلات تصب في مجملها في التعبير عن رغبة فئة من المهتمين بانقاذ المولودية بدء بتغيير المكتب المسير. كانت هذه النقطة مربط الفرس و لأن القاعدة العامة تقول الفشل لمدة سنوات يساوي الانسحاب إلا أنها تخضع لعدة قواعد وضوابط يفرضها القانون المعمول وهو الفخ القانوني الذي تفاداه رئيس المجلس في مداخلته ، بحيث إن من بين قواعد التغيير هي تحضير الخلف و بمشروع استعجالي إصلاحي وفي وقت تتطلب فيه بعض التجاوزات في روح هذا القانون حتى تستمر الأمور دون خلق أي زعزعة في هياكل النادي ومكوناته البشرية منها و المادية، كما يتطلب المشروع تداخل أطراف أخرى تفي بتوفير الظروف المادية اللازمة دون إغفال مشكل البنيات التحتية الذي أتلف تماما بالمدينة، وفي هذا الشق يتعين على مؤسسات الدولة الملزمة بدعم الجمعيات الرياضية و الثقافية وعلى رأسها الجماعة الحضرية وضع برنامج خاص ينص على ضرورة الرفع من ميزانية منح دعم الأندية والجمعيات الرياضية حسب ترتيب شعبيتها و إشعاعها وانجازاتها وليس كرة القدم فقط، كل هذا مصحوبا بتوفير بنيات تحتية وتهييئ فضاءات رياضية في المستوى.