أحالت الشرطة القضائية بفاس فتاة متهمة بالدعارة رفقة شاب مغربي يحمل جنسية فرنسية، صباح أول أمس الخميس، على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، في حالة اعتقال، لتعميق البحث معهما في ملف سلاح ناري لا زالت تحوم أسئلة كثيرة حول ظروف العثور عليه ليلة الثلاثاء/الأربعاء الماضيين بإحدى حانات مركز المدينة، وأصدرت السلطات الأمنية بالمدينة مذكرة بحث وطنية في حق «فيدور» بالحانة وشاب آخر على علاقة بالفتاة المتهمة بالدعارة. وكان «الفيدور» الفار من رجال الشرطة هو نفسه الذي تقدم إلى ولاية الأمن في نفس الليلة، ومعه السلاح الناري، للتبليغ عن شخص قال إن المسدس قد سقط من ملابسه بعد مشادات بينهما على إثر منعه من ولوج هذه الحانة التي حولت خدماتها في رمضان من تقديم المشروبات الكحولية إلى تقديم «الشيشا» على إيقاع موسيقى الجوق العامل بها. واستنفر الخبر رجال الأمن وأفضت تحرياتهم الأولية إلى أن الشاب المتهم يربط علاقة بالفتاة «آسية. ب»، وهما معا من رواد هذه الحانة، لكن عناصر الأمن لم تتمكن من اعتقالها بالحانة لأنها لم تكن موجودة بها، وتكلفت أختها التي تعتبر بدورها من زبناء «المطعم» بإيصال المحققين إلى منزل إحدى صديقات آسية، كما كشفت لهم عن هوية صديق أختها، وهي مغايرة تماما للهوية التي قدمه بها «فيدور» الحانة. وتبلغ الفتاة آسية 19 سنة، فيما رفيقها «رضوان. د» يبلغ من العمر 22 سنة. وأظهرت التحريات أن آسية لها علاقات جنسية غير شرعية وتمارس الدعارة، ومن ضمن زبنائها شاب مغربي مقيم بالخارج يحمل الجنسية الفرنسية ويدعى «عبد الصمد. أ»، ويبلغ من العمر 32 سنة، مطلق ويقطن بباريس وعائلته تنحدر من بركان، ويصنف في خانة المدمنين على استهلاك «الشيشا». وكانت آسية قد قضت معه، قبل ثلاثة أيام من الحادث، ليلة بمنزله، واستغلت خروجه لإحضار الفطور لكي تفتش بيته. وقادها هذا «التفتيش» إلى العثور على المسدس ذي الصنع الإيطالي فوضعت يديها عليه وأخفته قبل أن تخبر صديقها رضوان بأمره. واستحوذ الصديق على السلاح ثلاثة أيام قبل أن يفتضح أمره أمام باب الحانة. وقادت المتهمة آسية بدورها رجال الشرطة إلى منزل الشاب المغربي المقيم في فرنسا، والذي أفاد بأنه لم يكن يعرف أن السلاح الناري خزن بمنزله، مضيفا أنه كان على علم بأن والده قد أدخله إلى المغرب سنة 2006، واحتفظ به في منزل العائلة ببركان، قبل أن تجمع الأم أمتعة الأسرة ومعها المسدس في اتجاه المنزل الجديد الذي تم اقتناؤه بفاس. وفي الوقت الذي أرسل فيه هذا المسدس إلى مختبر الشرطة بالرباط لإجراء التحاليل اللازمة عليه، خصوصا وأن به خرطوشتين فارغتين، فإن رجال الشرطة بفاس يواصلون تحرياتهم من أجل العثور على «الفيدور» لمعرفة الظروف التي أحاطت بمنعه للشاب من ولوج الحانة بالرغم من أنه من روادها والوصول إلى الملابسات التي تلف إبلاغه عن الشاب ومده عناصر الشرطة القضائية بمعطيات مغلوطة عنه بالرغم من أنه يعرف الشخص الذي وشى به والأسباب التي دفعته إلى الفرار من مواجهة رجال الأمن، رغم أنه هو الذي بلغ عن حكاية السلاح. وإلى حد الآن، فإن المحاضر المعدة للمتهمين في ملف هذا المسدس تتحدث عن اتهامهما بحيازة سلاح ناري والسرقة والإدلاء ببيانات كاذبة وربط علاقات جنسية غير شرعية، إلا أن مصادر أمنية لا تستبعد أن يفضي اعتقال المتهمين الآخرين إلى الكشف عن خيوط أخرى يمكن للمسدس أن يكون فيها مجرد سلاح أراد البعض أن يلعب به للإطاحة بطرف واحد لكنه أدى إلى إسقاط الأطراف كلها.