أجل قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بآسفي، الأسبوع الماضي، مواصلة التحقيق التفصيلي مع متهمة بارتكاب جريمة قتل، إلى شهر يناير المقبل، إذ كان الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها، أحال ملفها لتعميق البحث معها ابتدائيا وتفصيليا، بعد تقديمها أمام النيابة العامة منذ أربعة أشهر.وكانت عناصر الشرطة القضائية بأمن آسفي، أحالت المتهمة، وتدعى (ع.ز)، 42 عاما، مطلقة وأم لطفلة، على استئنافية آسفي، بعد متابعتها بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد"، بعد إلقاء القبض عليها واعترافها بقتل أحد الأشخاص بالقرب من المحطة الطرقية بآسفي، باستعمال السلاح الأبيض. وتعود وقائع القضية إلى اتصال هاتفي استقبله قسم الديمومة بمصلحة الشرطة القضائية الإقليمية لأمن آسفي، في الساعات الأولى من يوم 18 يوليوز الماضي، يفيد المتصل من خلاله بالعثور على جثة رجل في مقتبل العمر، بالمحطة الطرقية للمدينة، مصابا بجرح غائر وربما لفظ أنفاسه الأخيرة. انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى مسرح الجريمة، وبعد المعاينة الأولية، تعرفت من خلال شهود عيان أن الضحية يدعى (ع.ب)، 29 عاما، وأنه كان على خلاف قبل الحادث مع إحدى النساء التي تتردد على المحطة نفسها. وعاينت عناصر الشرطة أن الشاب الضحية كان يحمل آثار طعنة غائرة في الصدر، فنقل على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، لتلقي الإسعافات الطبية الضرورية، دون أن تتمكن عناصر الشرطة من الحصول على أي إفادة من الضحية نظرا لحالته الصحية الحرجة، وتألمه من آثار الطعنة القوية، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة عند خضوعه للعملية الجراحية لإنقاذ حياته. باشرت عناصر الشرطة القضائية التحريات من مسرح الجريمة، في الوقت الذي توصلت فيه بخبر وفاة الضحية بنزيف دموي حاد بسبب الطعنة القوية التي تلقاها، حسب ما أكده تقرير الطبيب الشرعي، إذ توصلت بمعلومات من شهود أكدوا أن السيدة المشتبه في ارتكابها الجريمة، تدعى (ع.ز)، وهي متسولة وشبه متشردة، تقضي معظم أوقاتها داخل المحطة الطرقية، تجوب المحطة وتتسول من المترددين عليها والمسافرين، وأضافت أن المشتبه بها كانت على خلاف مع الضحية (متشرد أيضا) يوم الحادث، قبل أن يوجد مطعونا ليلتها. بعد تحريات مكثفة، توصلت عناصر الشرطة القضائية إلى هوية المتهمة، وبعد تربص ومراقبة، تمكنت من إلقاء القبض عليها داخل المحطة الطرقية، ونقلتها إلى مصلحة الشرطة للتحقيق معها، بناء على أمر النيابة العامة. اعترفت المتهمة أنها مطلقة وأم لطفلة، وتقطن بحي الهريصة بآسفي، مضيفة أنها تتردد على المحطة للتسول من أجل إعالة ابنتها ونفسها، في الوقت الذي لم تتمكن فيه من الحصول على عمل قار. وأفادت المتهمة أنها يوم الحادث كانت تتبول في إحدى زوايا المحطة، قبل أن تجد الضحية يحاول الإمساك بها، واغتصابها بالقوة غير أنها استعملت الحيلة للإفلات من قبضته، لكنه واصل تحرشه بها، والاعتداء عليها لتنصاع إلى رغبته الجنسية، فوقعت معه في مشاداة عنيفة، انتهت بتوجيه ضربة له بواسطة رجلها أسفل بطنه، دون أن يمنعه ذلك من مواصلة تحرشاته، مؤكدة أنها تمكنت من الهرب منه والاحتماء بإحدى زوايا مخدع هاتفي بالمحطة. وأضافت المتهمة في تصريحاتها أن المتهم لحق بها إلى المخدع الهاتفي لكنها اختبأت في إحدى زواياه وانتظرت إلى أن غادر، ثم لحقته وتمكنت من توجيه طعنة غائرة له في صدره، بواسطة سلاح أبيض كانت تخفيه في حقيبة يدوية، تحمله دائما معها، للدفاع عن نفسها من المتشردين والمنحرفين داخل المحطة.