بين فركوس الأمس و«فركوسة» اليوم تباينات كثيرة، وبين زمن «إنسان في الميزان» وزمن الإفلاس التلفزيوني المجسد في ما يقدم باسم الدراما والكوميديا، محطات تلفزيونية من التجريب والإنتاج والإخراج التلفزيوني. في زمن جميل من التلفزيون كتب المسرحي الكبير الراحل عبد السلام الشرايبي مسلسل«إنسان في الميزان» الذي قام بتجسيد أدواره أعضاء فرقة الوفاء المراكشية، من بينهم عبد الجبار الوزير واشحيمة واختير الممثل الشاب عبد الله تكونة لأداء دور شخصية «فركوس»، من هناك انطلقت مغامرة «فركوس» مع التمثيل. مرت عشرون سنة وتحول عبد الله تكونة- بدعم أسماء من خلية تواصل الأولى سابقا، وبسند»مكشوف ومعروف لدى المطلعين على الكواليس من بعض «النقاد» الجدد - إلى المنتج عبد الله فركوس، وليمنح المغاربة ظاهرة تلفزيونية اسمها:» فركوس وفركوسة» التي حامت حولها العديد من الأسئلة «النقدية» الملحة التي نفهم جيدا لماذا لا يخصها البعض بالنقد. أولها أن الممثل عبد الله تكونة لم يستطع رغم مرور أكثر من عقدين من الزمن الخروج من عباءة عبد الله فركوس، وهو ما تكرس في العملين المبرمجين لشهر رمضان(ولد مو، فركوس وفركوسة)، هذه العباءة التي تكرست في استمرار العملين- على اختلافهما من حيث الجنس ومدة البث- في استثمار صورة فركوس المقترنة بالأنثى بتجسيده دور المرأة في العملين. السؤال الثاني الذي رافق هذه السلسلة مرتبط بإنتاجها وببرمجتها في شهر رمضان، وهي البرمجة التي أسرت بعض المصادر في القناة الأولى أنها تمت قبل الانتهاء من تصوير هذه السلسلة على الرغم من تصوير أعمال قبلها، كما راج حديث قوي داخل الكواليس عن انطلاق التصوير قبل الانتهاء من كتابة نصوص «فركوس وفركوسة». وثالث الأسئلة متعلق ببروز حاد لغياب أي رابط بين الأحداث إلا إذا استثنينا الإصرار على تكريس صورة «فركوس» التي لم تستطع السنين أن تمحوها من التلفزيون أو تحد من أثرها. حالة «فركوس» واحدة من حالات تلفزيونية مقلقة عدة، تجعل أمر نقدها صارما، إذ كان بالإمكان أن نطلق بشكل غير مسؤول وغير واع ومهني وعادل، أن سلسلة مثل »كول سانتر» تحترم المشاهد وتسوغ الميزانية التي رصدت لإنتاجها- دون الحديث – إلى حد الساعة- عن كواليس التأشير على هذا العمل وأسباب دفاع البعض عنه، إلا أن هذه السلسلة وغيرها جعلت الانتقاد ومواجهة «النقد» المضاد و الموجه- بشيء من المسؤولية والمهنية واحترام الذات- أمرا ملحا ولا محيد عنه، ولو اقتضى ذلك شرح الواضحات وكشف بعض من المستور في القادم من الأيام.