سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عائشة الخطابي:ما يحز في نفسي هو ألا يكون المغرب سباقا لإنجاز فيلم وثائقي حول الأمير سبب نجاح فيلم محمد بلحاج هو اعتماده على شهادات شخصيات ملمة بتاريخ عبد الكريم
ما زالت شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي تجذب إليها اهتمام الكثير من المؤرخين والباحثين ورجال السياسة والأدب، بالرغم من مرور ما يربو عن 46 سنة على رحيله. في هذه الحلقات من «كرسي الاعتراف» نحاول أن نستعيد مع كريمته أبرز المحطات التي عاشها قائد ثورة الريف وعائلته، من جزيرة «لارينيون» كمنفى أول، إلى القاهرة كمنفى ثان، فعودة بعض أفراد العائلة إلى المغرب. عرضت قناة الجزيرة الوثائقية، مؤخرا، فيلما وثائقيا للمخرج المغربي محمد بلحاج بعنوان «أسطورة الريف». كيف وجدت هذا العمل الوثائقي؟ > «الحمد لله أنهم دارو شي حاجة بعدا»، لا أخفيك أني كنت سعيدة وأنا أشاهد للمرة الأولى عملا من هذا الحجم عن عبد الكريم الخطابي يعرض على شاشة التلفزيون. ومن خلال متابعتي لحلقات الفيلم الوثائقي الذي عرض على شاشة قناة الجزيرة الوثائقية، كما أعادت بثه مواقع إلكترونية عدة، يمكن القول بأني راضية عن العمل وليست لدي أية ملاحظات عن الشكل الذي تم به تناول شخصية الخطابي. أعتقد أن ما جعل هذا الفيلم ناجحا هو اعتماد مخرجه السيد محمد بلحاج، الذي كانت قد جمعتني به جلسات عدة خلال مرحلة التحضير، على شهادات شخصيات ملمة بتاريخ عبد الكريم الخطابي والريف وأساتذة باحثين ومقاومين عايشوا مرحلة حرب الريف، الأمر الذي أغنى الفيلم وجعله متميزا. على كل حال، باعتباري كريمة الخطابي ليس لدي أي اعتراض على أن تقوم أية دولة عربية بإنجاز فيلم سينمائي أو مسلسل أو عمل وثائقي، لكن ما يحز في النفس هو ألا يكون المغرب سباقا إلى إنجاز فيلم وثائقي عن عبد الكريم الخطابي. - كانت أمنية المرحوم سعيد الخطابي أن ينجز فيلما سينمائيا عن عبد الكريم الخطابي، ما الذي حال دون تحقق تلك الأمنية؟ > إن إنجاز فيلم عن حياة عبد الكريم الخطابي وتاريخه يتطلب، بدون شك، وسائل وإمكانات مالية ضخمة شبيهة بتلك التي خصصت لإنتاج الفيلم السينمائي «عمر المختار»، والذي تطلب إنتاجه ميزانية ضخمة ساهمت الدولة الليبية في توفيرها، وهي ميزانية لا يستطيع الفرد أن يوفرها. ما أود التأكيد عليه بهذا الصدد، هو أنه حتى إذا توفرت للعائلة الرغبة في إنجاز عمل كهذا، فإنها غير قادرة على تحمل تكاليفه التي تفوق طاقتها، وأخال أن على الدولة المغربية أن تضطلع بهذه المهمة وأن تبدي اهتمامها بفكرة إخراج عمل تلفزيوني أو سينمائي عن الخطابي إسوة بدول عربية أبدت اهتمامها بالفكرة. - ما هي الدول التي أبدت اهتمامها بتمويل إنتاج عمل سينمائي عن قائد ثورة الريف؟ > هناك بعض الدول مهتمة بالأمر كليبيا وقطر، كما اتصلت بنا إحدى الدول العربية وأعربت عن استعدادها بمعية أمير قطر وأمراء آخرين للمساهمة في إنجاز فيلم سينمائي عن شخصية عبد الكريم الخطابي. - كان المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد صاحب «عمر المختار» قد عبر عن رغبته في إخراج فيلم عن الأمير عبد الكريم. ما الأسباب التي حالت دون تحقق هذه الرغبة؟ > لا أعرف الأسباب التي حالت دون تحقق رغبة المرحوم العقاد، وللإشارة فقط، ففضلا عن المخرج السوري كان الأمريكيون يودون شراء مذكرات الخطابي من أجل تحويلها إلى فيلم، لكننا رفضنا بيعها. - هل هناك أية اتصالات من مخرجين مغاربة لإنجاز عمل سينمائي أو توثيقي عن شخصية الخطابي؟ > اتصل بي مؤخرا، مخرج مغربي اسمه محمد قيسي، وهو مخرج يقيم في الخارج قام بإخراج أعمال سينمائية وأداء أدوار في أفلام سينمائية دولية، وخلال زيارته لبيتي بالدار البيضاء، عرض علي فكرة إنجاز فيلم سينمائي عن عبد الكريم الخطابي، وأبلغني بأنه سيستعين لتقمص شخصية عبد الكريم الخطابي بممثل مغربي قريب الشبه منه، هو عبد السلام بوعدي. وحسب ما توصلت به من أخبار عن المراحل التي قطعها في التحضير لفيلمه، فإن المخرج المغربي بدأ في التحضير والبحث عن الجهات التي ستمول العمل. وإلى جانب المخرج قيسي، تلقيت مؤخرا اتصالا هاتفيا من مخرج مغربي يقيم بالناظور، اسمه محمد أمين، حيث عبر لي عن رغبته في إنجاز فيلم قصير عن شخصية الخطابي. - صدرت العديد من الكتب عن الأمير عبد الكريم الخطابي وحول حرب الريف، كيف تقيمين تلك المؤلفات؟ > لا أخفيك أن العديد من الكتب التي تناولت حياة الأمير جاءت بمعطيات صحيحة وقريبة من الوقائع الحقيقية. وأحب أن أنوه هنا بكتاب للباحث المغربي علي الإدريسي صادر تحت عنوان «عبد الكريم الخطابي التاريخ المحاصر»، والكتاب من تقديم المقاوم الهاشمي الطود، ويتضمن معطيات هامة عن الأمير وأفراد عائلته ومواقفه، معززا بمعطيات ووثائق وصور، بعضها ينشر لأول مرة. - قلت إن العديد من الكتب جاءت بمعطيات قريبة من الوقائع. هل يمكن أن نصنف كتاب الباحثة زكية داود «عبد الكريم ملحمة الذهب والدم» ضمن هذه الكتب؟ > نسبيا، فقد بذلت مجهودا كبيرا من أجل إصدار كتابها، حيث اتصلت بنا وزودناها بالعديد من المعطيات والوثائق، كما أنها قامت برحلات لبريطانيا وفرنسا بهدف الإطلاع على المزيد من الوقائع التاريخية. وكتقييم لهذا الكتاب يمكن القول إنه كان جيدا لكنه تضمن وقائع غير صحيحة من خلال إدعائها أن عبد الكريم الخطابي عرض على الجيش الفرنسي أن يشارك إخواني إلى جانبهم في الحرب في الهند الصينية، وهو ما يخالف الحقيقة المتمثلة في رفضه رفضا قاطعا