قال منير بنصالح، أحد الواقفين وراء نداء «من أجل صحوة جماهيراليسار»، الذي أطلقه، مؤخرا، عدد من اليساريين المتحزبين واللامنتمين، يتقدمهم قياديون في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن على قيادة أحزاب اليسار الإجابة بشكل تنظيمي وسياسي عما يطرحه النداء من إشكاليات، وأن تفعل مبادراتها في اتجاه توحيد اليسار وألا تظل مجرد إعلان نوايا دون أي مدلول على أرض الواقع، مشيرا إلى أن عليها أن تعلم أن شعب اليسار يمكن أن ينتظر طويلا. يأتي ذلك، في وقت يعتزم فيه مطلقو النداء وفعاليات يسارية عقد لقاء اليوم بمقر الحزب الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء، لمناقشة سبل السير في اتجاه تفعيل النداء الذي يروم خلق حركة أو إطار «ينخرط فيه كل من ما زال يؤمن بمشروع اليسار». وأوضح بنصالح، عضو حزب الاتحاد الاشتراكي، في تصريح ل«المساء»، أن الهدف الرئيسي للقاء، الذي يأتي تتويجا للقاءات تحضيرية سابقة ما بين المبادرين والموقعين وبين مناضلين ومتعاطفين مع اليسار، هو توسيع النقاش حول المبادرة والتشاور في السيرورة التي انطلقت معها، خصوصا مع استحضار كل التراكمات التي طبعت اليسار، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وفيما أكد بنصالح أن النداء يحاول الإجابة عن إشكاليات «شعب اليسار» و«سيرورة الوحدة» وخصوصا «نهضة جماهير اليسار» على أساس ثلاثة مبادئ رئيسية: الديمقراطية - الحداثة - العدالة الاجتماعية، كثالوث غير قابل للتجزيء، اعتبر محمد أتركين، الباحث في العلوم السياسية، أن النداء الذي وقع عليه قياديون أمثال تورية مجدولين، وعلي بوعبيد، ومحمد العوني، وطارق القباج، ومحمد النشناش، هو امتداد فقط للنقاش الذي وسم المؤتمر الأخير لحزب الاتحاد الاشتراكي، ب«حيث إذا أزحنا عنوانها وتعبير اليسار الوارد في الوثيقة (بدون مضمون محدد) فكأنها وجهة نظر أو نقد ذاتي داخل حزب المهدي بنبركة». وأشار أتركين إلى أن التركيز فقط على حزب الاتحاد الاشتراكي وعدم استحضار ما تطرحه قيادات من نفس الحزب من قبيل التحالف مع الإسلاميين، سيحد من تأثير هذه الوثيقة التي تميل إلى ألا تعكس وجهة نظر قيادات اتحادية من موضوع التحالف مع اليسار، بل هي فقط صوت يظهر أنه غير مسموع تنظيميا داخل حزب الاتحاد الاشتراكي. وأوضح المصدر ذاته أنه إذا كان تحالف قوى اليسار هو بالأساس تحالف إيديولوجي، فإن النداء، على نقيض ذلك، يختزل هذا التحالف في برنامج عمل بأجندة زمنية محددة (أقل من عشر سنوات). ويعتبر النداء الذي يبغي إعادة الاعتبار إلى أحزاب اليسار لتكون قادرة على مواجهة التحولات الحزبية في المشهد السياسي، أن أغلبية أحزاب اليسار، وخصوصا «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، تحولت إلى محلات تجارية صغيرة يسيرها أشخاص بدون أي طموح، اللهم الدفاع عما يعتبرونه حقهم: الحصول على حقيبة وزارية أو التعيين في منصب ما. ولم يتوان النداء، على مهاجمة اليسار الذي يوجد في الحكم منذ نحو عشر سنوات، فباستثناء بعض الأمثلة القليلة، يقول أصحاب النداء، لم يستطع تنفيذ أية فكرة اجتماعية، رغم تنوع وتعدد الأفكار التي تم تدارسها والتفكير فيها لمدة أربعين سنة قضاها اليسار في المعارضة. بل على العكس تماما، لم تعرف الاختيارات الليبرالية أوج تألقها إلا خلال الحكومات التي شارك فيها اليسار.