شارك أزيد من 250 شخصا في الوقفة الاحتجاجية، التي نظمت أول أمس أمام مقر الدائرة الأمنية بقرية أولاد موسى بسلا، احتجاجا على الحادث الذي أدى إلى مقتل الشاب رضا ولد الداغرية، بعد إطلاق عيار ناري من طرف رجل أمن. وردد المشاركون في الوقفة عدة شعارات تستنكر ما جرى وتطالب بمعاقبة المتورطين فيه، كما هاجم بعض الشبان الغاضبين بعبارات ساخطة ما وصفوه ب«المخزن القاتل». الوقفة التي دامت نصف ساعة لم تعرف أي تواجد ظاهر سواء للشرطة أو القوات المساعدة، تفاديا لوقوع أي انفلات بحي اولاد موسى الشعبي الذي يتميز بكثافة سكانية عالية، خاصة وأن أجواء التوتر لازالت تسود بالحي بعد يومين من وقوع الحادث. من جهة أخرى صرحت أم الضحية رضا (18 سنة) بأن ابنها ليست له علاقة بتهمة ترويج المخدرات التي «أريد إلصاقها به»، وقدمت الأم رواية مغايرة، أكدت فيها أن أحد عناصر الأمن تقدم نحو الضحية، وطلب منه مرافقته، وحين تدخلت لاستفساره عن السبب قام بدفعها على مستوى وجهها، الأمر الذي أثار حفيظة الهالك الذي احتج على هذا السلوك، ليتطور الأمر إلى مواجهة بين الضحية وشقيقيه، وثلاثة عناصر أمنية كانت تحت إشراف ضابط في الشرطة القضائية. ولازالت أسرة الهالك تطالب بإجراء تحقيق محايد يكشف الملابسات الحقيقية للحادث الذي هز مدينة سلا مع بداية شهر رمضان، خاصة بعد أن تسلمت تقريرا طبيا يشير إلى أن الضحية لفظ أنفاسه نتيجة نزيف داخلي دون أية إشارة إلى أن الوفاة كانت ناجمة عن إصابته بطلق ناري تسبب بحدوث النزيف، وهو ما اعتبرته عائلة الهالك «محاولة لطي الملف والتهرب من المسؤولية». وفي الوقت الذي تشير فيه الرواية الأمنية إلى أن الحادث مرتبط بإطلاق عيار ناري من عنصر شرطة كان في حالة دفاع شرعي بعد تعرض زملائه لاعتداء بالسلاح الأبيض، تؤكد أسرة الهالك أن رجل الأمن كانت له نية متعمدة في إطلاق الرصاص على الهالك، وأن الإصابات التي يدعي المسؤولون أن رجال الأمن تعرضوا لها بواسطة سيف، ناجمة في الواقع عن وابل الحجارة التي قذفها السكان على رجال الشرطة بعد مشاهدتهم للحادث.