دخل نزيل بسجن بوركايز بفاس، متهم في قضية ترويج المخدرات، في إضراب مفتوح عن الطعام منذ مساء يوم الأربعاء الماضي. وفاجأ السجين ادريس الطواش، المحكوم عليه نهائيا بحوالي 4 سنوات، إدارة السجن بهذا القرار الذي اتخذه بمجرد إشعاره من قبل عائلته بأن حوالي 18 رجل أمن تابعين لفرقة مكافحة المخدرات قد داهموا مقهى في ملكية العائلة وألحقوا به خسائر وصفتها العائلة ب«الكبيرة»، قبل أن يعمدوا إلى مداهمة بيت العائلة مستعينين بفأس لكسر الباب. وقال هذا المعتقل إنه لن يوقف إضرابه عن الطعام إلا في حالة الاستجابة لمطلبه بإيفاد لجنة للتحقيق في الاتهامات التي يوجهها إلى بعض عناصر الشرطة القضائية. وإلى جانب هذا الإضراب، لجأ هذا السجين إلى رفع دعوى قضائية ضد أبرز العناصر الأمنية التي قادت هذه المداهمة، وكلف محاميا، يقدم على أنه من أبرز المحامين المتخصصين جهويا، ببدء إجراءات مقاضاة هذه العناصر الأمنية التي اتهمها بالسعي إلى «تصفية» حسابات «تاريخية» معه. وقالت عائلة الطواش إن رجال الأمن، المتهمين ب«الزحف» على المقهى والمنزل، قاموا بالاعتداء على زوجة هذا السجين بعصا «البيزبول» على الرأس، ووجهوا إليها لكمات أسقطتها أرضا وجعلتها تغيب عن الوعي. ونقلت «بشرى. ع» إلى إحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاجات اللازمة، وأوردت العائلة أن هذا «الاعتداء» تسبب لزوجة السجين في نزيف أفضى إلى سقوط حملها، وأنها حصلت إثر ذلك على شهادة طبية موقعة من قبل طبيب محلف يعمل بهذه المصحة حدد فيها مدة عجز المعنية في 30 يوما. وقررت هذه العائلة إنجاز خبرة حول هذه المداهمة والأضرار المادية التي خلفتها، وذلك لكي ترفقها بشكايتها. ودعا ادريس الطواش، في شكاية أرسلها على وجه السرعة إلى الإدارة العامة للأمن الوطني، إلى فتح تحقيق في ملابسات هذه الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها عائلته. ورجح أن تكون ل«مساهمته» في فضح شبكات تنشط في مجال ترويج المخدرات الصلبة في الآونة الأخيرة بفاس، وصفها ب«الخطيرة»، علاقة بما سماه ب«الضغوطات التي تواجهها عائلته»، موردا أن أخاه تعرض، مؤخرا، إلى تهديد بالقرب من مكان عمله بفرنسا من قبل من سماهم ب«عناصر مافيا الاتجار في الكوكايين». كما أشار إلى أن أمه تعرضت مؤخرا إلى حادثة سير من قبل أشخاص يريدون أن يبعثوا إليه برسالة مفادها أن عائلته «في المتناول». فيما أدرج أخ له، سبق أن وجهت إليه تهمة الانتماء إلى شبكة الكوكايين بفاس، في قائمة المبحوث عنهم بعد أن اتهم من قبل معتقل بكونه هو من كان يزوده بالحشيش. وجاء هذا الاتهام بعد أن أخلي سبيله في قضية شبكة الكوكايين. وقال الطواش إنه يتوفر على أدلة تدين عددا من رجال الشرطة القضائية، وتؤكد أن بعضهم متورط، حسب قوله، في التواطؤ مع شبكات للمخدرات. وجدد طلبه بإيفاد لجنة للتحقيق في هذه الملفات، مضيفا أنه قد سبق له رفع دعاوى قضائية ضد عناصر من الشرطة القضائية وضد عناصر أمن بزي رسمي، لكن المحكمة لم تقم بعد بالاستماع إليه. وفي السياق ذاته، أكد مصدر أمني خبر مداهمة المقهى والمنزل، مشيرا إلى أن ذلك يدخل ضمن مجهودات الشرطة القضائية في مكافحة المخدرات، نافيا أن تكون عناصر الأمن قد اعتدت على ممتلكات هذه العائلة أو قامت بتنفيذ أي هجوم على أي فرد من أفرادها. وقال المصدر إن هذه المقهى، الكائنة بحي السعادة بفاس، تعتبر من بين «النقط السوداء» لترويج مخدر الحشيش بالمدينة، مضيفا أن بعض أفراد هذه العائلة لهم عدة سوابق في الاتجار في المخدرات. وأكد أن هذه الاتهامات تدخل في إطار الضغط على عناصر الشرطة القضائية لكي لا تقوم بالمهام الموكولة إليها. وسجل المصدر الأمني وجود مخطط أمني لمحاربة ترويج المخدرات يخص شهر رمضان. وذكر أن العناصر الأمنية المكلفة عمدت إلى برمجة كل النقط السوداء التي تعرف ترويج المخدرات بالمدينة لشن حملات فجائية عليها. وأفضى هذا التدخل الأمني إلى اعتقال شاب قيل إن رجال الشرطة عثروا بحوزته على كمية من الحشيش تقدر قيمتها المالية بحوالي 300 درهم. لكن العائلة تنفي علاقتها بهذا الشاب وتقول إن بعض المسؤولين في الشرطة القضائية يرغبون في توريطها، بأي شكل من الأشكال، في ملفات الاتجار في المخدرات.