بعد فترة توقف في مفترق الطرق، اختار الحارس مصطفى الشادلي القلعة العسكرية، رغم أن أغلب التوقعات كانت تحمله صوب فريقه الرجاء البيضاوي، في حواره مع «المساء» أبرز الحارس الرجاوي أن الانضمام إلى الجيش يعتبر شرفا، لأنه فريق كل المغاربة، مبرزا رغبته في العودة إلى الرجاء بعد انتهاء تعاقده مع المغرب التطواني، إلا أن الرئيس أصر على رفض عودة أبناء الفريق من قبيل لمباركي وجريندو وأسماء أخرى كانت تريد أن تنهي مشوارها في البيت الذي صنع تألقها. - لماذا لم يكتب للشادلي التوقيع للرجاء البيضاوي؟ < هذا سؤوال أفضل أن يطرح على رئيس الرجاء البيضاوي وبعض المسيرين الذين عارضوا فكرة عودة أبناء الفريق إلى بيتهم، وأنا حزين لوجود أشخاص يفكرون بهذا الشكل، لأن اللاعب مهما انتقل بين الأندية غالبا ما يريد أن ينهي مساره داخل الفريق الذي تألق فيه، حتى ولو كان فريقا في الأقسام السفلى، لأن المهم هو أن تضع خبرتك الطويلة رهن إشارة الفريق الذي بفضله أصبح لك إسم، أنا قلق فعلا لأن المشكل تجاوز حدود الشادلي إلى لاعبين آخرين لا ينكر أحد دورهم في مسار الفريق. - تقصد جريندو؟ < أقصد القيدوم عبد اللطيف جريندو، لأنه حرام أن يغادر لاعب من هذا الحجم فريق الرجاء البيضاوي بهذه الطريقة، أظن أن استبعاد جريندو هو درس لبقية اللاعبين الذين يعرفون من الآن مآلهم في نهاية المطاف، أنا شخصيا أتمنى أن تكون لي ذرية من طينة جريندو بأخلاقه العالية ودوره في خلق التوازن النفسي والأخلاقي داخل المجموعة، للأسف غادر الرجاء محبطا في الوقت الذي كان يتأهب فيه لإنهاء مشواره بالقلعة الخضراء، أضف إلى ذلك اللاعب بوشعيب لمباركي الذي ظل يتصل بالرئيس أملا في التوقيع للرجاء قبل أن يقرر تغيير وجهته. - لكن مسؤولي الرجاء يبررون ذالك برغبتهم في تشبيب كيان الفريق؟ < نحن مع التشبيب، لأن التركيبة البشرية للرجاء تتكون من عناصر واعدة، لكن علينا ألا ننسى أن الفريق مقبل على منافسات قارية في إطار عصبة الأبطال الإفريقية، وأيضا كأس شمال إفريقيا، إضافة إلى دفاعه عن لقب البطولة، وهذه محطات من تحتاج من إلى عناصر لها خبرة ميدانية لتأطير العناصر الواعدة، لهذا فأنا كبقية جمهور الرجاء أخشى أن تكون التجربة هي نقطة ضعف الرجاء. - كنت تسعى إلى إنهاء مشوارك بالرجاء، لماذا لم تمدد مقامك في تطوان؟ < أولا لابد من توضيح بعض الأمور المتعلقة بالمغرب التطواني، فالمكتب المسير لم يعتقل أوراقي، فأنا كما يعلم الجميع أنهيت تعاقدي مع النادي، وحتى لو لم ينته لكنت سباقا إلى التماس إنهائه، لأن وفاة والدي رحمه الله جعلتني أفكر بجدية في العودة إلى الدارالبيضاء أو على الأقل الاقتراب من المدينة التي تتواجد بها أسرتي، فأنا أكبر عنصر وأنا المعيل بعد رحيل الوالد، وأشكر بالمناسبة رئيس المغرب التطواني الحاج أبرون على التسهيلات التي قدمها لضمان انتقالي إلى الجيش الملكي. - رئيس المغرب التطواني وعد بتسريحك فقط للرجاء كيف غير قراره؟ < فعلا كان الاتفاق بيننا على الترخيص لي بالانضمام إلى الرجاء دون سواه من الفرق، وقال لي إذا تعلق الأمر بفريق آخر فلابد من الجلوس حول طاولة المفاوضات، لكن بحكم علاقة الشراكة التي تربط المغرب التطواني بالجيش الملكي فإن انتقالي إلى الفريق العسكري كان سهلا، وأشكر الطرفين على دورهما في تأمين انتقالي إلى واحد من أقوى الفرق المغربية. - هل كانت لديك بعض العروض الأخرى؟ < كانت لي بعض العروض من ناد في القسم الأول وآخر في القسم الثاني، ورغم أن العرض جيد من الناحية المالية إلا أنني كنت أركز على الرجاء وأنتظر بين الفينة والأخرى الشروع في المفاوضات بين الناديين لكن طال الانتظار وقررت إلغاء الفكر من ذهني والتركيز على مساري الجديد مع الجيش. - ماهو موقفك لو لم يبادر الجيش إلى الاتصال بك؟ < كما قلت لك فأنا فخور بالانتماء إلى القلعة العسكرية، لأن العديد من اللاعبين الرجاويين حملوا قميص الجيش، كعبوب ومسلوب وناطر وقاسمي وعبد الصادق وأرمومن واللائحة طويلة، ثم إن المدرب والتر ماوس سبق أن تعامل معي ويعرف مقدار جديتي، إضافة إلى أفراد الطاقم التقني الذي تربطني به علاقة مودة واحترام. - هل انتابتك فكرة الاعتزال؟ < لا أخفيك أمرا، فقد كانت تنتابني بين الفينة والأخرى رغبة الاعتزال، والانخراط في الدراسة من أجل رفع درجة تكويني، لاسيما وأنا أريد أن أنهي مشواري مدربا للحراس وكاتبا لسيرة ذاتية هيأ العديد من وثائقها والدي رحمه الله. - ألم تفكر في صديقك الجرموني حين تلقيت الدعوة؟ < نعم الجرموني صديقي وأنا أعتبره من الحراس الممتازين الذين ساهموا في العديد من إنجازات الفريق العسكري، لكنني علمت بأنه قرر الرحيل عن الفريق، ثم لا ننسى بأن وجودي في الجيش ليس هدية، فأنا مطالب بالاستعداد أكثر للظهور بمظهر مشرف، علما أنني حين كنت حارسا للرجاء جلب المكتب المسير العديد من حراس المرمى، وكان التنافس يوميا من أجل القميص الرسمي. - هل ستكون جاهزا للمباراة الأولى أمام الرجاء؟ < المدرب هو الذي يملك صلاحية الاختيار، صحيح أنني تأخرت في الالتحاق بالتداريب ولم أشارك في معسكر أكادير أو دوري النتيفي، لكنني قادر على استرجاع لياقتي لأنني جاد في عملي.