دخلت أزمة التسيير داخل الكوكب المراكشي نفقا آخر، قد يهدد مستقبل الفريق ويعصف بأحلام جماهيره التي تتابع الوضع بكثير من القلق. فلم يكد المكتب المسير يتخلص من أزمة تشكيل فريق العمل، والتي تجاوزت الشهر، حتى لاحت بوادر التصدع من جدبد. وكانت واقعة فندق أكادير بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس، لاسيما أن ما حدث للفريق المراكشي مساء الخميس وصباح الجمعة الماضيين بمدينة أكادير، حين صدرت أوامر من إدارة الفندق بوقف تقديم الخدمات للوفد المراكشي نظرا لعدم تسوية فاتورة الإقامة، يكشف عن عمق الاختلالات الحاصلة داخل الفريق. وقال مسؤول إداري داخل النادي، فضل عدم ذكر اسمه، إن مجموعة من المسيرين قد رافقوا الفريق إلى أكادير من أجل قضاء عطلتهم السنوية، ولم يكلفوا نفسهم عناء تتبع تحضيراته، وهو ما كلف ميزانية الفريق ما يناهز 22مليون سنتم في غضون 10 أيام، هذا في ظل الأزمة الإقتصادية وتخفيضات السياحة الداخلية التي تعرفها فنادق المملكة، وأردف مصدرنا أن رئيس الفريق رشيد بن رامي قد أدار ظهره وترك الفريق أمام الأمر الواقع، لولا تدخل نائبه الأول، عبد الكريم أبو عبيد، الذي بعث بمساعده في آخر لحظة بهدف فض النزاع مع إدارة الفندق الذي كان يأوي الفريق طيلة مدة الإعداد، تفاديا، يقول مصدرنا، لتشويه سمعة النادي وتعكير صفو الأجواء الإعدادية التي خضع لها اللاعبون. وأكد المسؤول الإداري في تصريح خص به «المساء» أن اجتماعا سيعقد بوم الأربعاء المقبل من أجل وضع النقط على الحروف، «ليتحمل كل عضو مسؤوليته التاريخية والأخلاقية تجاه هذا النادي الوطني العريق». وحسب المصدر ذاته، فإن الاجتماع المزمع عقده الأسبوع المقبل يحتمل أن تتولد عنه لجنة مؤقتة تسهر على تدبير الشأن الكوكبي، إذا تبين أن الانسجام مفتقد بين عناصر المكتب المسير، في انتظار عقد جمع عام استثنائي من شأنه أن يعيد ترتيب بيت الكوكب على نحو آخر، مؤكدا أن الهوة التي نشأت بين الرئيس وبعض نوابه بات من الصعب ردمها. وسعيا منها لتوضيح الصورة أكثر للرأي العام، اتصلت «المساء» برشيد بن رامي، رئيس الكوكب المراكشي، لكن هاتفه ظل يرن دون مجيب، ونفس الشيء حصل مع نائبه الأول، عبد الكريم أبوعبيد، في حين توصلت الجريدة بتصريح من النائب الثاني، يوسف ظهير، الذي أكد خبر انعقاد الاجتماع، في حين قلل من شأن التوتر القائم، مضيفا أن رئيس الفريق تأخر في تسديد الديون المستحقة حقا، لكن تدخل النواب (أبوعبيد وظهير وحنيفة) أنهى المشكلة، وأردف ظهير أن الإجتماع المقبل سيحدد المسؤوليات وعلى الجميع الإلتزام، وإلا، يقول ظهير، «نترك المهمة للأجدر» . ويرى بعض المتتبعين للشأن الكوكبي أن عقد الاجتماع في هذه الظرفية، في صالح الفريق لأن قطار الدوري المغربي لم ينطلق بعد، مما يتيح فرصة ترميم التصدعات في أقصى سرعة تفاديا لانطلاقة خاطئة ستنعكس سلبا على مسيرة الفريق الذي يعاني من مشاكل لا تحصى، تجعل الجمهور المراكشي يضع يده على قلبه خوفا من الفاجعة.