يبدو الدخول الاجتماعي لهذه السنة ساخنا، بعد أن توعدت المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية حكومة عباس الفاسي بتصعيد مواقفها في الأيام المقبلة، وذلك احتجاجا على ما آلت إليه جلسات الحوار الاجتماعي، وما تشهده الجبهة الاجتماعية من حالة غليان بسبب ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. وقال عبد الإله الحلوطي، نائب الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن تصعيد الاحتجاجات بمناسبة الدخول الاجتماعي الجديد خيار تتبناه جميع الأطراف النقابية التي شاركت في جلسات الحوار الاجتماعي، خاصة بعد ما تبين بوضوح أن كل ما وعد به الوزير الأول، خلال جولة أبريل الماضي، لم يتحقق على أرض الواقع سواء على مستوى منهجية الحوار أو مستوى الوفد المفاوض واتخاذ القرار، أو على مستوى التراجعات التي سجلت في الملفات التي كانت مطروحة في جدول أعمال جلسة الحوار»، مضيفا في تصريح ل «المساء» أن: «فشل جولة أبريل، وعدم استجابة الوزير الأول لطلبنا بالتدخل لإنقاذ الحوار الاجتماعي لن يدفع إلا في اتجاه المزيد من الاحتقان». ومما يزيد من سخونة الدخول الاجتماعي الجديد، حسب القيادي في نقابة حزب العدالة والتنمية، تزامنه مع موجة جديدة من غلاء المعيشة والزيادة في أسعار مجموعة من السلع الاستهلاكية والخدمات، التي اكتوت بها جيوب المواطنين. وبينما أشار الحلوطي، إلى نقابته ستتحرك بشكل فردي وبتنسيق مع باقي المركزيات النقابية من أجل الضغط على الحكومة، قال سعيد الصفصافي، القيادي في الاتحاد المغربي للشغل، إن حالة الاحتقان التي يعيش في ظلها الوضع الاجتماعي، تفتح الباب على جميع الخيارات الاحتجاجية منها الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، والنزول إلى الشارع من خلال تنظيم المسيرة العمالية التي كانت نقابات تعتزم تنظيمها في 22 مارس الماضي قبل أن تعلن تعليقها. وزاد قائلا في اتصال مع «المساء»: «المسيرة التي كنا قد أجلناها بعد وعد الوزير الأول، سيكون قرار تفعيلها محط نقاش بين النقابات خلال اللقاءات التنسيقية التي ستعقدها في الأيام المقبلة، وذلك كرد على ما كشفته جولات الحوار السابقة من غياب للإرادة الحكومية في الاستجابة لمطالب الشغيلة، وحرصها على حصول «الباطرونا» على امتيازات عدة من خلال تخفيض الضريبة على الشركات بخمس نقاط دفعة واحدة، واستفادة الشركات الكبرى والمتعددة الجنسية من صندوق المقاصة». ولم يخف المسؤول النقابي نية نقابته التصعيد في الدخول الاجتماعي، وقال: «بالنسبة لنا في الاتحاد النقابي للموظفين والاتحاد المغربي للشغل سنحرص على اتخاذ أشكال نضالية وحدوية بتنسيق مع النقابات الحليفة». وبخصوص ما إن كانت النقابات ستستجيب لدعوة الحكومة إلى جولة جديدة من الحوار الاجتماعي، قال الصفصافي: «سنلبي الدعوة لأننا نعتبر أن الحوار الجدي من شأنه تحقيق النتائج، ولكن لا نخفي أننا لا ننتظر تغييرا كبيرا في مواقف الحكومة».