سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شباط يتهم «المتمردين» الاستقلاليين ب«الحمق» ويقول إن المكان المناسب لهم هو مستشفى الأمراض العقلية لقاء تواصلي داخلي ب«رسائل تهديد» وأخرى لتكريس «اتفاقيات هدنة»
اتهم عمدة فاس، حميد شباط، بعضا من الاستقلاليين الذين حاولوا، في الآونة الأخيرة، أن يجربوا حظهم في القيام ب«تمرد داخلي» ضد ما يسمونه ب«تسيير شباط الانفرادي للشأنين الحزبي والمحلي بفاس»، ب«الحمقى». وقال في لقاء داخلي جمعه، مساء يوم الجمعة الماضي، بما يقرب من 70 مستشارا استقلاليا بمركب الحرية بالمدينة، إن المكان المناسب لهؤلاء هو مستشفى الأمراض العقلية. كما اتهمهم بالتشويش في مرحلة انتخابية دقيقة، مهددا إياهم بشن حرب عليهم بعد انتهاء استحقاقات الغرف ومجلسي العمالة والجهة. وحظيت كلمة شباط بتصفيقات أنصاره من المستشارين، فيما سجل غياب عدد من رؤساء المقاطعات ومعهم بعض المستشارين «المتمردين» عن هذا «التجمع» الذي خصص للتداول في انتخاب المجلس الإقليمي لفاس. ولم يحضر من «المتمردين» سوى رشيد الفايق، رئيس جماعة أولاد الطيب القروية. وبالرغم من رده «العنيف» على «متمرديه»، فإنه وصف ما كتبته الصحف حول هذا الخلاف، في موضع آخر من كلمته، ب«الإشاعات والبهتان». وكانت التفويضات التي تهم العقار من بين الأسباب التي أدت إلى تفجير «الصراع» بين العمدة وبعض مقربيه في مركز فاس وفي المدينة العتيقة، وذلك بعدما عمد إلى نزع هذه التفويضات من رؤساء المقاطعات ومنحها لمستشارين يحيطان به. واستغل شباط هذا اللقاء لكي يوجه رسالة «طمأنة» إلى «الغاضبين»، مخبرا إياهم بأن صلاحية هذه التفويضات لن تتعدى شهرا ونصف، مضيفا أنه سيعمد إلى إعادة الاختصاص إلى رؤساء المقاطعات بعد أن يتم الحسم في ما سماه ب«الملفات العالقة». وأشاد شباط بالنتائج التي حققها الحزب في الانتخابات الجماعية وفي انتخابات الغرف المهنية، معتبرا أن هذه النتائج ليست حادثة سير وقعت في فاس، وإنما هي تعود إلى مجهودات تم القيام بها في السابق. وفي الوقت الذي أعلن فيه شباط «الحرب» على متمردي حزبه، خصص جزءا من كلمته للإشادة بهذا الرئيس القروي. وتبادل الطرفان التحية بعد انتهاء هذا اللقاء الذي أظهر الوصول إلى اتفاق «هدنة» مهد لها لقاء تلا الإعلان عن نتائج غرفة الفلاحة بجهة فاس بولمان، يوم الخميس الماضي، وهي النتائج التي كرست خيار «المتمردين» داخل حزب الاستقلال، فيما انهزم مرشح استقلالي آخر كان يحظى بدعم العمدة شباط. هذا في الوقت الذي حاول فيه شباط أن يخفف من حدة «الأزمة» التي عمقتها انتخابات غرفة الفلاحة بين الطرفين، قائلا إن التنافس في هذه المرة تجاوز مسألة الانتماء إلى حزب الاستقلال إلى ما أسماه ب« مسألة الانتماء الإقليمي». وقال إن حزبه ترك الاختيار لمستشاري حزبه. وعاد مجددا لينفي وجود أي نزاع بين استقلاليي البادية واستقلاليي المدينة في فاس، مؤكدا أنه لن يتخلى عن الضواحي وما تعانيه من توقيف للبناء ومن جمود في الاستثمارات، في إشارة منه إلى الوضع بجماعة أولاد الطيب القروية. وخصص حيزا من كلمته ل»توزيع الأدوار» بين أنصاره، وأعلن عن اعتماد حزب الاستقلال للائحتين لخوض انتخابات مجلس عمالة فاس، الأولى باسم حزب الاستقلال، وقدمها هدية إلى «استقلاليي البادية» ورشح على رأسها محمد اليمني، والثانية في إطار اللامنتمين، وخصصها لمستشاري وسط المدينة، معتبرا أن هذا المخطط يدخل في إطار «تقسيم العمل والمهام» للفوز بمجلس العمالة في 26 غشت الجاري.