أظهرت بعض النتائج الأولية لانتخابات الغرف المهنية للتجارة والصناعة والخدمات والصناعة التقليدية والفلاحة هيمنة الأحزاب التي فازت في الانتخابات التشريعية ليوم 7 شتنبر 2007 والانتخابات الجماعية ليوم 12 يونيو الماضي، وهي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية. وفي انتظار إجراء انتخابات مجالس العمالات والأقاليم والجهات، يتوقع المراقبون استمرار نفس التركيبة الحزبية السائدة في مجلس المستشارين، أثناء تجديد ثلث أعضائه، باستثناء دخول حزب الأصالة والمعاصرة، كمنتخب جديد، لمنافسة هيمنة مستشارين منتمين الى فرق حزبية ونقابية مختلفة. وفي هذا السياق، جدد أعضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات الثقة في عمر الدراجي، من حزب الاستقلال، الذي حصل على أصوات كافة أعضاء الغرفة، وذلك في ثاني اجتماع عقد قبل أربعة أيام، بعدما تعذر عقد اجتماع أول كان محددا نهاية الشهر الماضي، لعدم توفر النصاب القانوني. وأكدت نفس المصادر أن انتخابات الغرف المهنية معقدة للغاية وتحتاج الى مراجعة قانونية، من حيث تبسيط إجراءات انتخاب الرئيس ونوابه ولتجاوز التصنيف التقليدي السائد بالمغرب، لأن عالم التجارة والصناعة والخدمات دخل منعطفا جديدا معولما، يتمثل في المناطق الحرة والتعاملات الإلكترونية وبروز منتجات لم يتطرق اليها القانون الحالي، مما يجعل من المساطر المتبعة عائقا أمام تطوير الغرف المهنية. وأشارت المصادر إلى استمرار وجود تناقض واضح داخل الغرف المهنية كمؤسسة دستورية، إذ تضم موظفين وأطرا تابعين للقطاع العام، وفي نفس الوقت ممثلين منتخبين عن القطاع الخاص بينهم تجار ورجال مال وأعمال، سواء الذين يشتغلون في قطاع الصناعة أو الخدمات، ما أدى الى ضبابية في التعامل القائم بين الحكومة والقطاع الخاص، حيث تفضل هذه الأخيرة التعامل مع نقابة «الباطرونا» الكونفدرالية العامة للمقاولين المغاربة، على حساب باقي الحرفيين المنتخبين في الغرف المهنية. وفي سياق متصل، تم انتخاب جمال الدين فاهر، المنتمي الى حزب الأصالة والمعاصرة، بالإجماع، رئيسا جديدا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية مراكش، خلفا لمحمد حبيب البردعي عن حزب التجمع الوطني للأحرار. ومن جهة أخرى، تم انتخاب آيت عبد المالك، من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رئيسا لغرفة الصناعة التقليدية لولاية مراكش وإقليم قلعة السراغنة، حيث حصل على 21 صوتا، مقابل 20 صوتا لمنافسه من حزب الأصالة والمعاصرة. وفي مدينة وجدة، تم تجديد الثقة في إدريس الحوات من حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات، إذ حاز أصوات أحزاب مختلفة، بينها الأصالة والمعاصرة والاستقلال، ومنتسبي حزبه، ويطمح الحوات إلى الحصول على نفس النتيجة، لرئاسة جامعة الغرف، في الأسابيع المقبلة، بعد انتهاء كافة الانتخابات المهنية على الصعيد الوطني. وفي مدينة الناظور، انفض الاجتماع الذي عقد، الثلاثاء الماضي، لانتخاب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، لعدم توفر النصاب القانوني، الناتج عن تغيب أعضاء لائحة الأمل المستقلة، التي يمثلها عبد العزيز مكنف، حليف طارق يحيى، من حزب التجديد والإنصاف، الذي لم تدم رئاسته لبلدية الناظور إلا أياما معدودة، بعد أن قضت المحكمة الإدارية بوجدة أخيرا بإلغاء نتائج الانتخابات في المرحلة الإبتدائية، استنادا على طعن تقدم به وكيل لائحة حزب التجمع الوطني للأحرار.