المال لارائحة له، لكن له طعما مغرٍيا وجذابا مثل المغناطيس، والقوالبية اللّصوص الجدد يلاحقونه حيث هو موجود ولو كان في ضواحي المدن الأوربية التي تعرف وجود مهاجرين مغاربة كادحين يَكدُّون طيلة السنة، وكل ذلك من أجل توفير عملة صعبة، وهي فعلا صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنَى يحتاجون إليها في موسم العبور إلى الضفاف المغربية. لكن القوالبية الجدد لهم بالمرصاد عبر سماسرتهم وأشباه «الموظفين» في الخارج، يمارسون الضغوط وتحارميّات ل«إقناع» المهاجرين الذين هم على وشك العودة بتسليمهم كل مدخراتهم من العملة الصعبة «الدّوفيز» على أن يستلموا مقابلها بالدرهم من عناوين «معلومة». وكنا نعلم أن المغرب يعرفُ نزيفا مزمناً وحقيقيّاً للعملة الصعبة التي «تحرق» من المغرب إلى الخارج بكميات وافرة، ولكم أن تسألوا الأبناك في مدريد وباريس ونيويورك وجنيف. لكننا اليوم نعيش نزيفا من نوع آخر وفي اتجاه معاكس، إذْ إنَّ هذه العصابة تمنع العملة الأوربية من ولوج المغرب. وعادة يتباكى المشرفون على الشأن الاقتصادي والمالي ويعلنون على الملأ أن الصناديق فارغة، (لكن من أفرغها؟). الدُّوفيز إلى دخل يخرج، يبات ما يصبح، ودابا مابقاش يدخل بالمرة. لكننا لم نسمع إلى حد الساعة صوتا رسميا عنده الشجاعة كي ينددُ بهذه السرقة الموصوفة لثرواتٍ كان من شأنها إنعاش الخزينة. فهل صمتهم علامة من علامات الرضى أم إنهم عاجزون لكون العصابة محصنة ضد المتابعة، وواثقة من الإفلات من العقاب؟