قللت جريدة «العلم»، لسان حال حزب الاستقلال الذي يقود الحكومة المغربية في شخص وزيرها الأول عباس الفاسي، من خطورة داء «أنفلونزا الخنازير» رغم أن هذا الداء أحدث، منذ اكتشاف أول حالة إصابة به قبل بضعة أشهر بدولة المكسيك، حالة طوارئ واستنفار غير مسبوقة لدى جميع الدول خوفا على صحة مواطنيها. جريدة «العلم» رأت في هذا الداء، في عددها الصادر أمس الأربعاء، «مجرد زوبعة إعلامية تخدم أهدافا سياسية واقتصادية متسترة»، استنادا إلى رواية منسوبة إلى خبير فرنسي يدعى بيرناد دوبري، قبل أن تنتقل الجريدة إلى التشكيك في بيانات منظمة الصحة العالمية حول خطورة داء «الأنفلونزا»، مشيرة في هذا السياق إلى أن «حكومات الدول، بحسب الخبير الفرنسي، لم يكن أمامها فعلا سوى خيار الإذعان». وتقول الجريدة، وفق رواية الخبير دائما: «نعم، هذا الفيروس ينتقل بسرعة ويمكن للمريض أن ينقل العدوى إلى شخصين أو ثلاثة مقارنة بشخص واحد تنتقل إليه العدوى من مصاب بالأنفلونزا الموسمية، لكنها في النهاية تبقى مجرد زكام». ونسيت جريدة «العلم»، الناطقة باسم حزب الاستقلال، وهي تتحدث عن داء قاتل ببرودة دم كما لو أن المغاربة غير معنيين به، أن ياسمينة بادو، والتي ليست إلا عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، هي التي تدير حقيبة وزارة الصحة باسم هذا الحزب، بل إن الجريدة نسيت أن وزيرتها في الصحة شكلت خلية على مستوى الوزارة حتى قبل دخول هذه «الأنفلونزا» إلى المغرب وعقدت عشرات الاجتماعات مع كل القطاعات المعنية بمحاربة هذا الداء والحد من انتشاره. ولم تقف جريدة الحزب الذي يدير وزارة الصحة عند هذا الحد، بل اعتبرت أن البحث عن اللقحات المضادة لداء «الأنفلونزا» من قبيل «التاميفلو» أو غيره من اللقحات الأخرى هو إجراء غير ناجع ولا جدوى منه، «لأن أحسن طريقة، في نظر الجريدة، لمكافحة الفيروس، حسب منظمي التجمعات الوبائية، هو التعرض الطوعي له لتنمية القدرات الدفاعية للجسم البشري وتمكينه من خلق مناعة ذاتية»، مشيرة إلى أن طريقة التعرض الطوعي ستمكن المصاب من تنمية قدرات مواجهة أي تطور لتأثير الفيروس وتطوره الجيني خلال فصل الشتاء المقبل. ويأتي مقال «العلم» الداعي إلى اعتبار هذا الداء مجرد زوبعة إعلامية بهدف تجاري محض بعد أن أودى بحياة مغربية وأصاب أكثر من 40 آخرين لازال العشرات منهم يرقدون بين الحياة والموت في مستشفيات المملكة تحت العناية الطبية المركزة. كما يأتي هذا المقال أيضا بعد أن خصصت الحكومة المغربية ملايين الدراهم من ضرائب المواطنين للحد من مفعول هذا الداء و«وضعه تحت السيطرة»، بتعبير ياسمينة بادو.