لم يكن منخرطو الوداد البيضاوي في حاجة إلى لوازم الاقتراع، في جمع عام هادئ ظل فيه الصندوق الزجاجي معطلا، وتحولت فيه المداخلات الثلاث إلى مجرد اقتراحات قطعت الصلة مع تلك المداخلات الصاخبة التي ميزت الجموع العامة للوداد في العقود الأخيرة. تلي التقريران الأدبي والمالي في حيز زمني دام أربعين دقيقة، وصادق الوداديون عليهما بالإجماع في أقل من عشر دقائق، بالتصفيق تارة ورفع الأيادي تارة أخرى، دون الحاجة للجوء إلى الاقتراع السري، ما دام الصندوق والأظرفة مجرد أثاث للجمع، مما جعل الكثير من الوداديين يصنفون هذه المحطة في خانة أقصر الجموع وأسرعها. كان عبد الإله أكرم صارما وهو يوجه الجمع العام الذي انعقد مساء الجمعة الماضي بفضاء باراديس بالدار البيضاء بحضور 64 منخرطا، حين قال في مستهله، «نريد جمعا هادئا ومسؤولا ومن له حسابات ضيقة فليصرف خلافاته خارج القاعة، لأننا نريد أن نجعل من هذه المحطة حفلا لأسرة الوداد». وكأن المنخرطين استجابوا على مضض إلى مطلب الرئيس، وإلى مضامين الآيات البينات التي تلاها أحد الأئمة على أسماع الحاضرين قبيل انطلاقة الجمع والتي تحث على التآلف والتآخي. وحين جدد المنخرطون أكرم لولاية جديدة، طالبهم بالانتقال إلى حالة الاستثناء ففوضوا له صلاحية انتخاب مكتب مسير على المقاس، وفق منظور يساير رهانات المرحلة الجديدة. تلا سعد الله ياسين التقرير المالي على الحاضرين باللغة العربية نيابة عن الكاتب العام المعطي وريت «المفرنس»، وأكد أن الوداد كان على وشك الظفر بلقب البطولة لولا حرمان الفريق من نقط مباراته أمام أولمبيك خريبكة، بعد إشراك ثلاثة أجانب دفعة واحدة، وحمل التقرير الحكام مسؤولية إخفاق الفريق في كثير من المحطات، وعزا الإقصاء من منافسات كأس العرش إلى سوء البرمجة التي حتمت أحيانا على الوداد خوض ثلاث مباريات في ظرف أسبوع واحد. ونوه التقرير بنتائج شبان الفريق الحائز على لقب الدوري الوطني، وباستراتيجية الاستشهار والتواصل من خلال إنشاء موقع رسمي على الشبكة العنكبوتية، وبالشعار الجديد لفرع كرة القدم المسجل بالمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية. تناوب على تلاوة التقرير المالي كل من أمين المال بنكيران ونائبه القادري وزكاه مدقق الحسابات توفيق، وكعادة التقارير المالية فإن قلة من المنخرطين هي التي كانت تتابع سرد الأرقام، بينما فضل أغلبية الحاضرين استعمال وثيقة التقرير المالي كمروحية لتلطيف الأجواء. وبشر التقرير المالي الوداديين بانتعاشة مالية، بعد أن ارتفعت عائدات الاستشهار من مليار و276 إلى مليار و453، لكن أكبر الارتفاعات هي التي سجلت على مستوى الحضور الجماهيري، إذ حطم الوداد الرقم القياسي الوطني في عائدات شبابيك التذاكر بمدخول فاق 800 مليون سنتيم، مع تقلص ملموس في حصيلة بيع اللاعبين بنسبة 8 في المائة. وسجل التقرير أيضا مجموعة من الديون غير المؤداة، منها ديون لفائدة رئيس الفريق عبد الإله أكرم بلغت 162 مليون سنتيم ولشركته بلان سيال بحوالي 200 مليون سنتيم. وأقر أيضا بوجود ديون مستحقة لفائدة المدرب البلغاري السابق ماركوف تقدر ب 72 مليون سنتيم و95 مليون للمكتب المديري للنادي، وخلص إلى وجود فائض في الميزانية يفوق 500 مليون سنتيم. لم يهتم المنخرطون أو نسبة كبيرة منهم بالأرقام، وغابت توابل الجموع الودادية، والأسماء التي اعتادت إشعال فتيل النقاش الساخن، فيما ركز كريم فتح على ملف فتاح العلوي وطالب بالحسم فيه كي لا يظل عالقا في جميع الجموع، مما دفع بالمنخرطين إلى إعفاء المؤطر السابق من أداء مبلغ 27 مليون سنتيم كان على ذمته، وطالب هشام درايسي بتعديل الاستراتيجية التواصلية وتساءل عن سر خوض مباريات دوري الزيتون بألمانيا دون علامات إشهارية على غرار بقية الأندية، أما سعيد بوحاجب ففضل تقديم مقترح يرمي إلى إشراك المنخرطين في اللجان المنبثقة عن المكتب المسير، سيما في ظل وجود كفاءات قادرة على المساهمة في انتقال النادي إلى ضفة الاحتراف. وعلى الرغم من غيابه في الجموع السابقة فإن إدريس بنهيمة كان حاضرا في المنصة، وظل يتبادل التحية مع بعض المنخرطين، في الوقت الذي استبعد فيه أغلب المنخرطين إمكانية حضوره بالنظر إلى إضراب ربابنة الخطوط الجوية الملكية.