بين الجمعين العامين للرجاء والوداد أشياء متشابهة وأخرى متفرقة، بين المحطتين هامش زمني قصير وحساب عسير. كل الزملاء الصحافيين الذين حضروا الموقعتين خرجوا بقناعة واحدة وهي أن الجمع لم يعد باحة للاستراحة وفضاء للتقييم والتقويم بل تحول إلى حلبة ملاكمة يتبارى فيها المنخرطون والمسيرون دون الحاجة إلى احترام الأوزان. واهم من يعتقد بأن جمع الرجاء والوداد كانا محطتين عاديتين لأن الظروف الاستثنائية التي ميزت أشغالهما جعلتنا نقتنع بأن اللافتات والبلاغات والدعوات الخادعة، بشرت المنخرطين بجمع عادي قبل أن يكتشفوا وجود ألغام في قاعة ليدك ومركب أنفا، حمل البعض عبوة ناسفة وانطبقت على الرئيس هنا وهناك مقولة «راه راه والغوت وراه». في مركب ليدك لم يصادق منخرطو الرجاء على التقريرين الأدبي والمالي أو بتعبير أصح كانت المصادقة على الوثيقتين بالنية، لأن الجميع انشغل بقضية السملالي وبلعوباد، وفي المركب الثقافي لأنفا صادق الوداديون على التقريرين بالتصفيق وظلت الصناديق الزجاجية مجرد ديكور لقاعة مختنقة. في جمع الرجاء كان محمد أوزال رئيس المكتب المديري يمارس دور الإطفائي كلما ارتفعت ألسنة النيران داخل القاعة، وإلى شرطي مرور ينظم السير ويحاول فك الاختناق، بينما كان الطيب الفشتالي مجرد شاهد عيان على ملاسنات المنخرطين قبل أن ينسحب في هدوء وهو يردد اللطيف بصوت مسموع. انتفض الرجايون وطالبوا الرئيس بتكوين لجنة لتقصي الحقائق قبل أن يستجيب للمطلب على مضض، وطالب الوداديون رئيسهم بتوضيحات في شأن مشروع الشركة المجهولة الاسم والعنوان، قال أكرم أهلا بالشركة وبكل ما هو معلوم ومجهول وردد غلام مقولة المجان في كل مكان في محاولة لتهوية الجمع. كان محمد النصيري ممثل المجموعة الوطنية لكرة القدم يحاول فرملة بعض المداخلات التي تؤمن بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع ووجد نفسه يترافع من أجل جهاز أدين هنا وهناك. تساءل أحد المنخرطين وهو يوجه كلامه للنصيري عن كيفية التوفيق بين جمعين صاخبين، وقال آخر في عمق القاعة «هل مكثت في الدارالبيضاء ولم ترحل إلى المحمدية». لكن وجود حالات شغب في جمعي الرجاء والوداد يفرض على المجموعة الوطنية، اتخاذ إجراء زجري، فإذا كانت لجانها لا تتردد في توقيف الملاعب فلا مانع من إصدار قرار بتوقيف قاعات الجموع العامة إذا حصل فيها انفلات. مهما كان الأمر فإن المحطتين معا قد برأتا القائمين على مالية الفريقين من تهمة الاختلالات وباركتا التدبير المالي في السر والعلن ولو بالنية طبعا.