توقع محمد المنجرة، المدير العام لشركة «ميديتيل»، أن يعرف قطاع الاتصالات خلال النصف الثاني من 2009 انتعاشة واضحة بعد الصعوبات التي عرفتها الأشهر الأولى من السنة الجارية، وقد ارتبط ذلك بتراجع نشاط الاتصالات الدولية وعدم وجود هوامش كبيرة للنمو في عدد من خدمات الهاتف المحمول، في مقابل استمرارية سوق الأنترنت المحمول في الصعود بشكل صاروخي بفعل ضعف نسبة ولوج خدمة الانترنت عموما في المغرب التي لا تتعدى نسبة 3 %. وأضاف المنجرة خلال ندوة صحافية، مساء أول أمس الأربعاء، أن رقم معاملات الشركة ارتفع بشكل طفيف خلال الربع الثاني من 2009 مقارنة بالفترة نفسها من 2008، حيث سجل صعودا بنسبة 1% ليستقر في حدود مليار و243 مليون درهم، وأرجع المدير العام ل «ميديتيل» هذه النتيجة إلى الأداء الجيد لخدمات الانترنت والمقاولات والهاتف المحمول المؤخر الدفع، في حين تراجعت خدمة «الرومينغ» والاتصالات الدولية بنسبة فاقت 20 % في الربع الثاني كنتيجة مباشرة للأزمة الاقتصادية العالمية. وقد أنقذت نتائج خدمة الأنترنت التي يقبل عليها المغاربة كثيرا في الأشهر الأخيرة «ميديتيل» من تحقيق نتيجة سلبية خلال الفترة الماضية التي عانت فيها جميع شركات الاتصالات بالمغرب من تراجع نسبي في السوق من حيث الطلب. وعرف نشاط خدمات الأنترنت ارتفاعا كبيرا بنسبة 120 % ليعزز موقع الشركة في ريادة هذه النوعية من الخدمات، فيما ارتفع نشاط الخدمات الموجهة للمقاولات بنسبة 8,3 %، وسجلت خدمات الاتصالات المؤخرة الدفع نموا بنسبة 5,8 % مقابل تباطؤ نمو رقم معاملات خدمة الاتصالات المسبقة الدفع لتستقر في نسبة 2,8 %. وعرف مؤشر النتيجة الخام للاستغلال تراجعا بين الربع الثاني ل 2009 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، بحيث حققت «ميديتيل» 480 مليون درهم، وهو ما دفع متوسط الأرباح حسب الزبون إلى الانخفاض ليصل إلى 50 درهم. من جانب آخر بلغ عدد زبناء الفاعل الثاني في ميدان الاتصالات بالنسبة إلى النصف الأول من السنة الجارية 8,634 ملايين زبون بزيادة نسبتها 21,9 % مقارنة بالسنة الماضية. وشدد المدير العام للشركة محمد المنجرة على أن ميديتيل حريصة رغم الظرفية الصعبة التي يعرفها قطاع الاتصالات في المغرب على مواصلة استثماراتها في البنية التحتية الضرورية لتقديم خدمات بالجودة المطلوبة، بحيث استثمرت الشركة خلال الأشهر الستة الأولى للسنة الجارية 263 مليون درهم، مضيفا أن عدد المحطات المنتشرة في المغرب لضمان التغطية في خدمات الاتصالات (2 جيغابيت و3 جيغابيت، وويماكس) بلغ 3772 محطة، وهو ما رفع نسبة تغطيتها لمجموع التراب الوطني إلى 98,7 % ولم يعد يفصلها إلا نسبة قليلة عن مستوى التغطية لدى شركة اتصالات المغرب. وبخصوص الخدمات والمنتوجات الموجهة للشركات، اعتبر المنجرة أنه قطاع استراتيجي في سياسة «ميديتيل»، وقد استطاعت أن تكسب زبناء جدد لم يكونوا ضمن زبنائها المعتادين، كبعض الإدارات العمومية والمؤسسات البنكية.. وأضاف المنجرة أن الوضعية المالية للشركة سليمة لأنها تحقق أرباحا تمكنها من تسديد جزء من ديونها كلما كان ذلك ممكناً دون الاضطرار إلى الاستدانة مرة أخرى، ورغم أن «ميديتيل» استطاعت خفض ديونها بنسبة 22 % فإنها ما تزال تشكل هاجسا لإدارة الشركة، فقد انتقل من 6,28 مليار درهم إلى 4 مليارات و900 مليون درهم. وحول آفاق نشاط الشركة خلال النصف الثاني من 2009، أوضح المنجرة أن الشركة تتوقع استرجاع المنحنى التصاعدي لنمو رقم المعاملات دون بلوغ المستويات المرتفعة للنمو (12 و13 %)، معتبرا أنه لن يكون بمقدور أي شركة من الشركات العاملة في هذا القطاع تحقيق مثل هذه الإنجازات والتي ارتبطت بالطفرة الأولى لنمو قطاع الاتصالات بالمغرب، خصوصا الهاتف المحمول.