خفضت «اتصالات المغرب» توقعاتها لمعدل نمو رقم معاملاتها لسنة 2009 من زيادة بنسبة 3 في المائة، كما أعلن عن ذلك الرئيس المدير العام عبد السلام أحيزون في فبراير الماضي إلى 2 % خلال الندوة الصحافية التي عقدها زوال أول أمس بالرباط حول النتائج نصف السنوية للشركة، والذي أبقى الباب مواربا أمام تغير هذه التوقعات في حال تسجيل أحداث استثنائية قد تمس نشاط الشركة. كما طال خفض التوقعات الهامش العملياتي للشركة، لينتقل من 47 في المائة إلى 45 في المائة، وقد عللت الشركة هذا الانخفاض في مستوى توقعاتها للنمو إلى المجهود التي تبذله على المستوى التجاري في المغرب بغرض حفز سوق الاتصالات في اتجاه الصعود، وأيضا لضخها استثمارات مهمة لتطوير شبكاتها، مما أدى إلى ارتفاع في كلفة الصيانة وحجم سداد الديون المترتبة على الشركة. ومع ذلك حققت «اتصالات المغرب» ارتفاعا طفيفا في رقم معاملاتها في النصف الأول للسنة الجارية ب1,9 % مقارنة بالمرحلة نفسها من 2008، ليصل إلى 14,6 مليار درهم، وزاد عدد زبناء الشركة إلى غاية 30 يونيو الفارط ب 5,3 % ليستقر في 19,6 مليون زبون، ويعزى ذلك بالدرجة الأولى إلى أداء فروع المجموعة في القارة الإفريقية في مجال الهاتف المحمول، وبلغت النتيجة الصافية لحصة المجموعة برسم الفترة نفسها 4,6 ملايير درهم بزيادة نسبتها 2,6 في المائة. وصرح أحيزون بمناسبة تقديم نتائج الشركة للنصف الأول للسنة الجارية بأن حفاظ الشركة على نمو في رقم معاملاتها، ولو أنه دون التوقعات، وعلى مستوى مرضي فيما يخص النتائج، يعزى أساسا إلى أداء فروع الشركة رغم الظروف الاقتصادية الدولية غير المساعدة، ورغم احتدام وطيس المنافسة، وأضاف أن «اتصالات المغرب» ستواصل نموها في القارة الإفريقية من خلال بذل المزيد من الجهد الاستثماري في ميادين التكنولوجيا الحديثة والخدمات الجديدة. هذا التركيز على النشاط الدولي خصوصا في الدول الإفريقية التي توجد فيها الشركة (موريتانيا ومالي والغابون وبروكينافاسو) يجد مبرره في كون معدل تملك أجهزة الهاتف المحمول ما زال ضعيفا ولهذا ارتفع زبناء الشركة في خدمة الهاتف المحمول في فروعها الإفريقية بنسبة 44,1 في المائة إلى غاية نهاية يونيو الماضي ليرتفع عدد هؤلاء الزبناء إلى 3 ملايين و200 ألف زبون، في المقابل بدأ سوق المحمول في المغرب يقترب من درجة الإشباع بفعل المنافسة الشرسة بين الفاعلين الثلاثة في قطاع الاتصالات، ولهذا لم تعد شركات الاتصالات تحقق معدلات النمو الباهرة في هذا الجانب، كما كان الأمر قبل بضع سنوات، فصارت تركز على خدمات ومنتوجات جديدة على رأسها الانترنت المحمول والتخفيضات... من جانب آخر، حققت الشركة أرباحا تصل إلى 8 ملايير و589 مليون درهم خلال النصف الأول للسنة الجارية، بزيادة نسبتها 1 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبفعل دفعها ربيحات للمساهمين في رأسمالها برسم العام الماضي ناهز مجموعها 9,5 ملايير درهم واستثمارات في شبكاتها بمليار و600 مليون درهم سجلت وضع خزينة «اتصالات المغرب» نتيجة سلبية بناقص 5,3 ملايير درهم إلى غاية 30 يونيو 2009، مقابل ناقص 4 ملايير برسم 30 يونيو 2008، في حين سجلت التدفقات الصافية على خزينتها الناتجة عن أنشطة الاستغلال حصيلة إيجابية بارتفاع قدره 21,9 في المائة لتستقر في حدود 6 ملايير و125 مليون درهم. وعرف نشاط الهاتف المحمول بالمغرب نموا في رقم معاملاته بنسبة 1 % خلال النصف الأول للسنة الحالية ليناهز 9 ملايير درهم، وبنمو أقل ارتفع نشاط الهاتف الثابت والانترنت بحيث لم يتجاوز 0,2 %، وقد انخفض عدد المشتركين في خدمة الهاتف الثابت ب 2,9 % ليناهز مليون و29 ألف خط، وقد خفف من وقع الخسارة المسجل في هذا المجال ارتفاع نشاط الخدمات الموجهة للمقاولات وخدمات الهاتف العمومي ب3 % و1 % على التوالي. وخارج المغرب زاد الرقم الصافي لمعاملات «اتصالات المغرب» في موريتانيا ب8,8 في المائة ليحقق 565 مليون درهم برسم الفترة نفسها، فيما حقق فرع الشركة ببوركينافاسو نموا أكبر ناهز 16,6 في المائة (833 مليون درهم كرقم معاملات صافي)، وفي الغابون سجل المؤشر نفسه زيادة قيمتها 12,2 % ليستقر في حدود 593 مليون درهم.