تعرف محكمة الاستئناف بتطوان مجددا غليانا واحتقانا كبيرا بين هيئة المحامين والرئاسة الأولى للمحكمة، فلم تكد تمر زوبعة مدير مستشفى الأمراض العقلية مع الوكيل العام لاستئنافية تطوان، حتى دخل محام من هيئة تطوان في إضراب عن الطعام منذ يوم الثلاثاء الماضي. «أضرب عن الطعام احتجاجا على حكم الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف»، يقول المحامي عبد المالك مرزاق، مضيفا أن «للرئيس الأول موقفا شخصيا من محامي تطوان»، وبالتالي فإن «دخولي في إضراب عن الطعام هو تسجيل لموقف ضد الرئيس الأول»، يقول مرزاق بعدما بدأت تظهر عليه علامات الإرهاق والتعب بعد مرور يومه الثالث على دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام داخل محكمة الاستئناف. ويعود احتجاج المحامي على الرئيس الأول باستئنافية تطوان، بعدما أصدر هذا الأخير حكما يتعلق بأتعابه، ما اعتبره المحامي تبخيسا لعمله وإهانة لجدارته، وذلك بعدما خفض قيمة أتعابه التي كان نقيب هيئة المحامين بتطوان قد حددها في مبلغ 55 ألف درهم إلى مبلغ 7 آلاف درهم. ووجه المحامي سهام نقده للرئيس الأول للمحكمة بخصوص احتقاره للمحامين مؤكدا في تصريحه إلى«المساء» توفره على معلومات تفيد «بوجود اتصالات بين الرئيس الأول للمحكمة وخصمه الذي رفض تأدية أتعابه ومستحقاته». وكان موكل المحامي قد رفض تأدية أتعابه في ملف عقاري، حيث كان المحامي يتنقل بين مدينة الدارالبيضاء وتطوان، نظرا لكون الملف كان يتضمن مسطرتين، على اعتبار محل سكن الطرف المشتكي. وبعدما طالب المحامي بأتعابه القانونية والمحددة في 15 بالمائة، رفض موكله تأديتها، مصرا على دفع 7 آلاف درهم فقط، وهو ما رفضه المحامي. لكن أياما بعد ذلك سيتفاجأ بإصدار الرئيس الأول للمحكمة قرارا بخفض قيمة الأتعاب إلى المبلغ الذي أصر علية الموكل، وهو ما أثار عددا من التساؤلات داخل هيئة المحامين بتطوان، رغم أن نقيب المحامين ذاته قد حددها في 55 ألف درهم.» أنا أسجل موقفا ضد الرئيس الأول للمحكمة وضد العدالة الضائعة» يقول المحامي مرزاق. صراع المحامين مع محاكم تطوان سواء الابتدائية أو الاستئنافية ليس الأول من نوعه، فقد عرفت المدينة نفس الصراع منذ سنتين، كما عرفت عملية تطهير من طرف وزارة العدل، وإيفاد عدد من لجان التفتيش منذ ثلاثة أشهر دون أن يتم إحداث أي تغيير داخلها. ومنذ شهر ونصف تقريبا أقدم قاض بالقسم المدني بالمحكمة الابتدائية بتطوان على صفع وتمزيق بذلة محام من هيئة تطوان داخل قاعة الجلسات. ووفق مصادر من هيئة المحامين بتطوان، «فإن الاعتداء على المحامي، حدث بعد مزايدة كلامية بين الطرفين»، أمر بعدها القاضي المحامي (س.س) بالخروج من القاعة. وبعد احتجاج المحامي وتشبثه بالبقاء مع موكليه داخل القاعة، قام القاضي بصفعه وتمزيق بذلته، الواقعة عاينها عدد من المحامين. وعقد وفد من نقابة هيئة المحامين بتطوان اجتماعا مستعجلا مع رئيس محكمة الاستئناف للتنديد بما تعرض له زميلهم.