اشترى أجانب من جنسيات مختلفة أشهر منازل علماء و فقهاء ووجهاء آسفي خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، فيما اشترى آخرون منازل قديمة جدا لا زالت بها آثار المعمار الإمانويلي البرتغالي الذي يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي. هذا ويستغرب العديد من سكان آسفي كيف يتم بيع التراث المعماري الآسفي بأثمان بخسة وبطرق متحايلة، وتشير مصادرنا إلى حالة تلك السيدة العجوز التي باعت منزلها العتيق بالمدينة القديمة ب11 مليون سنتيم قبل أن يعاد بيعه من قبل المشتري بثمن وصل إلى 60 مليون سنتيم في أقل من 3 أشهر، وتصاب على إثره المالكة الأصلية بشلل نصفي. وقبل أشهر اشترت سيدة هولندية خمسة منازل دفعة واحدة قرب حي القصبة بالمدينة القديمة لآسفي، وقبلها اشترت فرنسية منزلين تاريخيين لأحد أشهر العائلات الآسفية بين درب الحجامة ودرب سيدي عبد الكريم، فيما فضل أحد البرتغاليين شراء حمام تاريخي مع منزل فوقي يتوفر على صالة تركية يعود رسم تحفيظه إلى بداية القرن المنصرم بدرب سوق الغزاليين، ويجري حاليا التفاوض بين ورثة القائد الحاجي وبين أحد اليهود الذي اقترح مبلغ مليار سنتيم لشراء قصر وقصبة القائد جنوب مدينة آسفي. ومما يزيد من استغراب أهالي المدينة، هو أن كل عمليات الشراء التي همت المعمار التراثي والتاريخي لآسفي بقيت من غير استغلال، وأن جميع الأجانب الذين اشتروا أملاكا عتيقة بالمدينة القديمة أفرغوها من أصحابها وأقفلوا أبوابها، وبقيت من غير إصلاح ولا استثمار، فيما أسعار باقي الدور والمنازل التي وصلت إليها أيدي الوكالات العقارية الأجنبية فقد قفزت أثمانها عاليا، كقصر القنصل الإسباني الذي بني سنة 1904 على مساحة 800 متر والذي يعرض حاليا للبيع على الأنترنيت بأزيد من 500 مليون سنتيم . هذا وتسود وسط الرأي العام المحلي شكوك كبرى حول الأهداف من عمليات الشراء، خاصة و أنها غير متبوعة باستثمارات سياحية أو فردية، كما أن ضياع أملاك مهمة من تراث المدينة غير المصنف وبطرق مستترة يثير أكثر من علامة استفهام وأكثر من نظرة ترقب للذي سيقع.