«قرقبنا» مع الحارس علب سجائر من نوع كابورال كي يسمح لنا أن نجتمع ليسرد كل حكايته ولما جاء دوري، سكبت الحكاية في قالب مشوق لاذع شد انتباه الجميع، حتى المدير الذي كان ضحية خيانة زوجية اعترف بأن «كثرة الهم تاضحك» كان في استقبالي الرسمي الهيبوش، لكمل، شنيولة، الفئران ومساجين مشرطين لحناك، الخ... كي أنجو بجلدتي، زرعت منذ البداية نكتا دسمة في رحاب السجن وبخاصة في علاقتي مع من له ماض عريق في السرقة، لقتيلة والعفس على عباد الله. أدخلت هذه الحكايات بعض الغبطة في النفوس والخواطر. «قرقبنا» مع الحارس علب سجائر من نوع كابورال كي يسمح لنا أن نجتمع ليسرد كل حكايته. ولما جاء دوري، سكبت الحكاية في قالب مشوق لاذع شد انتباه الجميع، حتى المدير الذي كان ضحية خيانة زوجية، اعترف بأن «كثرة الهم تاضحك». وبانتهاء مدة الحبس، التقطت أغراضي، ودعت زملاء السجن، وأقسمت بعدم الاقتراب من الكمنجة. أخذت القطار الرابط بين راس العين وخريبكة ( درجة حلوف)، وقلنا اللي ليها ليها. في راس العين عليك أن تنتظر مرور القطارات المتوجهة إلى مراكش والآتية منها، لأن لها الأسبقية. كان البوق الذي يرجع تاريخه إلى عام عود الريح، والممتلئ بالبخوش، يقذف إعلانات مبهمة لا تميز منها سوى كلمة « سيتعطل». ولم يصل القطار إلا بستة وستين كشيفة. كنا عشرات الأشخاص ومن كل الأعمار. ما أن انطلق القطار (على خاطرو وعلى بركة الله)، حتى تزعمت حملة العصيان: «بحالنا بحال لكيادر ! اش من بلاد هاذي؟ لحكرة وتاحراميت»! لم يشاطرني، خوفا، الركاب احتجاجاتي سوى رجل مسن أعلن في حكمة استسلامية: «الله يهدي ما خلق». ما أن وطأت قدماي أرض المحطة حتى أمرني شخص باسم الكوميسير العربي أن أتبعه إلى مخفر الشرطة. تعودت طبعا بعدم طرح أسئلة لأن الأجوبة لا تحتمل لا الشك ولا الخلاف والرزق على الله! بعد إجراءات التحقيق، قرر الكوميسير، إعادة إرسالي إلى غبيلة: «خاصك اصحيبي يسدو عليك. أنت إنسان خطير» !! تدخلت والدتي التي وضعت في كفه مبلغا محترما، وفكات الجرة. دخلت في جواي وعكفت على الدراسة مجددا وفي جدية.