أكد عضو من المكتب الجامعي السابق وأحد مفاوضي الناخب الوطني روجي لومير خلال فترة انتدابه، أنه بإمكان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فسخ التعاقد مع المدرب الفرنسي إذا ارتأت ذلك، دون تقديم ملايين الدراهم. وقال المسؤول السابق في جامعة كرة القدم خلال اتصال هاتفي أجرته معه «المساء» إن إمكانية إنهاء التعاقد واردة إذا ارتأت الجامعة ذلك، بعيدا عن التخوف من أداء الشرط الجزائي، وأشار إلى أن العقد المبرم بين لومير وجامعة كرة القدم ينص على ارتباط لمدة أربع سنوات، وفق عقدة أهداف تفرض على المدرب الفرنسي ضمان تأهيل المنتخب الوطني المغربي إلى نهائيات كأس العالم وإفريقيا، «إذا تأهل المنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم فهذا يعني التأهيل تلقائيا إلى نهائيات كأس إفريقيا، وفي حالة عدم تأهل الفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم والاقتصار على كأس إفريقيا، فإن العقد ينص على وصول المنتخب إلى نصف النهاية، وفي هذه الحالة يصبح العقد ساري المفعول، لكن في حالة عدم التمكن من التأهل إلى المربع الذهبي فإن بنود العقد تبيح للجامعة حق فسخ التعاقد مع تمكين لومير من راتب ثلاثة أشهر، أي حوالي 2 مليون درهم». وعلى غرار ما حصل مع المدرب الفرنسي السابق هنري ميشال، فإن الجامعة تفكر بجدية في إنهاء التعاقد مع لومير باللجوء إلى البند الثاني في العقد والذي يبيح الانفصال بين الطرفين إذا ارتكب الناخب الوطني خطأ جسيما، ولأن إبعاد ميشال قد تم بنفس الطريقة بعد إدلائه خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المشاركة الباهتة للمنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس إفريقيا، بتصريحات تدين السياسة الكروية في البلاد، فإن روجي قد ارتكب نفس الخطأ حين تهجم على رجال الصحافة وحين صرح في أعقاب مباراة المغرب ضد الطوغو بأن المغرب لا يملك تاريخا كرويا، وبالتالي فإن البحث عن التأهيل إلى المونديال قد يكون مكسبا للكرة المغربية التي وصفها بعديمة الجذور. وأكد مصدرنا أن المدرب الفرنسي هنري ميشال قد تقاضى مقابل فسخ العقد مبلغا ماليا عبارة عن إجمالي راتب ثلاثة أشهر، بينما تم التوافق حول الرحيل مع فيليب تروسي دون مخصصات مالية، «لقد وضعنا في الحساب البنكي لتروسي مبلغا ماليا مقابل التوافق حول فسخ العقد لأن الجامعة لم توافق على فلسفة عمله، لكنه أعاد المبلغ المالي إلى الحساب البنكي للجامعة دون أن ينال مقابل الفراق أي درهم». وعلاقة بموضوع تسريح لومير، فإن عقدة الأهداف لازالت مستمرة إلى متم المباراة القادمة بلومي يوم خامس شتنبر أمام المنتخب الطوغولي. وخلافا لما قيل حول التوقيع الانفرادي للعقد، فإن مصادر متطابقة أكدت أن لجنة تضم كلا من امحمد أوزال ومحمد مفيد وعبد الحميد الصويري ومحامي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد تدارست العقد قبل عرضه على رئيس الجامعة، وتزكيته من طرف محامي المدرب لومير. وعلى امتداد العشر سنوات الأخيرة، عرفت علاقات المدربين المغاربة والأجانب مدا وجزرا، حيث نادرا ما يتم تجديد الارتباط لدواعي مختلفة، خاصة في أعقاب نهائيات كأس إفريقيا حين تكون النتائج مخيبة للآمال. فقد تم تجديد العقد مع المدرب الفرنسي هنري ميشال بعد نهائيات كأس العالم في فرنسا، وهو آخر محطة مونديال في مسار الكرة المغربية، لكن بعد عامين يتم الاستغناء عن خدمات ميشال، وتعويضه بمواطنه هنري كاسبيرزاك، الذي لم يستمر في تعامله مع الكرة المغربية سوى سنة واحدة، ليخلفه المغربي مصطفى مديح في مرحلة انتقالية دامت بضعة أشهر، قبل التعاقد مع المدرب البرتغالي هومبيرطو كويلهو، لعام واحد فقط، وبعده انتدبت الجامعة بادو الزاكي لمدة خمس سنوات هي الأطول بعد كليزو، وعوض الزاكي بفيليب تروسيي لمدة شهرين فقط، ثم جيء بامحمد فاخر الذي حقق هدف التأهيل لنهائيات كأس إفريقيا بغانا، ليخلفه مجددا الفرنسي هنري ميشال الذي أزيح بعد الخروج المذل من الدور الأول من نهائيات غانا 2008.