وصف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محطة 12 يونيو 2009 الانتخابية بالحسيمة، والتي فاز بها حزب الوزير المنتدب في الداخلية السابق، فؤاد عالي الهمة، بأنها «نكسة حقيقية لكل المتشبثين بالمسلسل الديمقراطي والمدافعين عن جدوى ومصداقية المشاركة السياسية». وقالت اللجنة الإقليمية لمتابعة الانتخابات التي كان قد شكلها الاتحاديون بالحسيمة بحضور عضو من المكتب السياسي والكاتب الجهوي وأعضاء الكتابتين الجهوية والإقليمية للحزب، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إنه «بعد الوقوف على نتائج المهزلة التي جرت فصولها بإقليم الحسيمة، فإننا نعتبر أننا كنا أمام أسوأ تجربة انتخابية بالإقليم، كان المتحكم الأول فيها هو المال الحرام واستغلال النفوذ أمام حياد سلبي مبالغ فيه من طرف السلطات المعنية». وسجل الحزب أن «النتائج العجيبة المعلنة بمدينة الحسيمة في ساعة جد متأخرة من ليلة 12 و13 يونيو 2009، لا تعكس إطلاقا الاختيار الحر لبنات وأبناء الحسيمة»، معبرا عن إدانته لما أسماه بالتلاعب المفضوح بإرادة الناخبين من أجل صناعة خريطة سياسية تشكل تتويجا لمسلسل الانقلاب على التجربة الديمقراطية محليا ووطنيا. إلى ذلك، دعا حزب الوردة كل من أسماهم بالديمقراطيين والغيورين بالمنطقة إلى بحث سبل التنسيق والتعاون ووضع حد لكل أشكال الحلقية والتشرذم وتشكيل جبهة محلية في مواجهة المفسدين ولوبيات المصالح وشراء الذمم واستغلال النفوذ والترامي على الأملاك العامة. في السياق ذاته، وصفت مصادر حزبية بالحسيمة اكتساح لائحة حزب الأصالة والمعاصرة للانتخابات الجماعية ل 12 يونيو، والتي قادها رئيس المجلس البلدي السابق محمد بودرا، ب «غير الطبيعي». وقال رابح زعنون، الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية ل«المساء»: «اكتساح الأصالة والمعاصرة للانتخابات بالحسيمة غير طبيعي، ويبدو أن هناك أشياء أخرى تدخلت في النتيجة، فبودرا في ظل وجود صراع وتنافس قويين مع أحزاب العهد والتجمع الوطني وأحزاب أخرى لم تحصل على مقاعد في انتخابات 12 يونيو، بإمكانه الحصول على ما بين 10 و11 مقعدا والأصالة والمعاصرة ما بين 13 و14 مقعدا، ولكن أن يحصلوا على 20 مقعدا «هاد شي بزاف»، يبدو لي أن هناك أشياء أخرى تدخلت في النتيجة». وحول ماهية الأشياء التي كانت وراء اكتساح «التراكتور»، قال زعنون: «هناك عوامل أخرى ستظهر لا محالة في الأيام المقبلة وستؤكد ما ذهبت إليه». وكانت النتائج النهائية للانتخابات الجماعية ببلدية الحسيمة قد أسفرت عن فوز حزب الأصالة والمعاصرة بأغلبية المقاعد المكونة للمجلس البلدي، حيث حصلت لائحته التي يترأسها محمد بودرا على 18 مقعدا، بالإضافة إلى مقعدين إضافيين وبعدد أصوات بلغت نحو 4921، متبوعا بحزب التجمع الوطني للأحرار الذي ترأس لائحته إسماعيل الرايس ب 8 مقاعد بالإضافة إلى مقعد إضافي، في حين اكتفى حزب العهد الديمقراطي (لائحة سعيد شعو) ب 5 مقاعد إضافة إلى مقعد إضافي.