استمرارا للنزيف الذي تعرفه مكونات الشركة الوطنية للإذاعة الوطنية قررت إدارة محطة العيون الجهوية الاستغناء عن 23 متعاقدا خارجيا من أصل 70 متعاقدا انتهت مدة صلاحية عقودهم، قرار خلق موجة من الاحتجاجات القوية وصلت إلى حد اعتصام الصحافيين ومعهم جهات نقابية، أمام الباب الرئيسي للمحطة، لعدة ساعات، قبل أن تتدخل السلطات المحلية بالقوة لتفريق المحتجين وإخراجهم من المحطة. ففي حدود الساعة العاشرة والنصف، موعد تقديم النشرة الجهوية التي تبثها قناة العيون الجهوية مباشرة من استوديوهاتها بمدينة العيون، قام رجال أمن بزي مدني بتفريق الاعتصام الذي نظمه العاملون المسرحون داخل مبنى القناة بشارع الزرقطوني، حيث كان التدخل عنيفا وتم رمي المضربين خارج مبنى التلفزيون. ويأتي قرار التدخل الأمني لفك الاعتصام، بعد أن دخل المضربون والإدارة في شخص مديرها وبحضور العامل المكلف بالكتابة العامة وممثل عن المكتب الجهوي لنقابة «ك د ش» في حوار دام أكثر من خمس ساعات، دون التوصل إلى نتيجة ترضي الطرفين. وفي تصريح ل«المساء» أكد سعيد الخن أحد العاملين المنتهية عقدتهم أن هذا الاعتصام يأتي على خلفية الطرد التعسفي الذي مارسته إدارة القناة دون سابق إنذار، علما أن الفريق المطرود المتكون من 23 فردا- يضيف الخن - تعرض أغلبهم طيلة فترة اشتغالهم التي تمتد بين سنتين وخمس سنوات إلى أبشع الانتهاكات المهنية، إضافة إلى نهب مستحقاتهم المادية بطرق سموها بالملتوية ناهيك عن استغلالهم في أعمال رؤسائهم الخاصة. وانتقد ممثلو المجموعة ما اعتبروه طردا تعسفيا تعرضوا له من طرف مدير المحطة محمد الأغضف، دون سابق إعلان، وقال أحدهم في تصريح ل«المساء»: «بعدما اشتغلنا في المحطة مدة تتجاوز أكثر من أربع سنوات، تفاجأنا بقرار الاستغناء عنا من العمل، فنحن من أسس هذا التلفزيون في مناطقنا الصحراوية، وليس من اللائق الاستغناء عنا تحت أي ذريعة والإتيان بأشخاص آخرين، هم يقولون إن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تعاني من أزمة مالية وليس لها الإمكانيات لتؤدي أجورنا، ونحن نقول إننا شباب صحراوي نحب أن نعمل في قناتنا، وليس لنا أي مسار آخر، وبعضنا يعول عائلات وعملنا هو مصدر عيشنا ومن العيب أن يتم التخلى عنا بهذا الشكل». وفي تبريره لقرار الاستغناء على المتعاقدين، قال محمد الأغضف في تصريح ل«المساء»: «قرار فسخ بعض العقود مرتبط بالرغبة في الترشيد العقلاني للموارد البشرية، ويجب التوضيح أولا أننا لم نطرد أحدا، كل ما في الأمر أن عقود سبعين متعاقدا انتهت، هم وقعوا على عقود تبتدئ بتاريخ معين وتنتهي في تاريخ محدد، من جهة ثانية منحنا لفئة منهم إمكانية الاشتغال في شركات أخرى، وأعطينا الفرصة لفئة ثانية للعمل مع المحطة من خلال تقديمهم لإنتاجات صالحة للبث، أما الفئة الثالثة فقررنا الاستغناء عنها». وحول إمكانية التوصل إلى حلول توافقية، أبدى محمد الأغضف استعداده للنقاش والحوار، واعتبر- مقابل ذلك- أن أي حل يجب ألا يكون تحت الضغط، «لقد اتفقنا على الحوار، إلا أنهم اختاروا أسلوب التصعيد واحتلوا مقر المحطة الجهوية واعتصموا أمام محطة البث، وهذا خطير للغاية، وهذا ما جعلني أتقدم بشكاية إلى رجال الأمن الوطني الذين عمدوا إلى تفريق المحتجين بشكل سلمي ، دون أن يمس أي أحد».يقول محمد الأغضف. وفي ما يخص توقيت تسريح العاملين ال23 من قناة العيون الجهوية، في ظل وجود منافسة إعلامية من البوليساريو، بعدما تمكنت من إطلاق قناتها التي يمكن لها أن تلعب دورا سلبيا على القضية الوطنية، مع وجود فراغ إعلامي محلي، نبهت أغلانة عياش مقدمة حالة الطقس بالقناة، وهي من بين المستغنى عنهم، إلى أن مثل هذه المشاكل التي تثار يمكن لها أن تستغل من البوليساريو لتشويه الصورة الجيدة التي رسمت طيلة سنوات عن قناة العيون الجهوية ودورها المفترض في إشعاع الروح الوطنية في ربوع الأقاليم الجنوبية وموريتانيا ومخيمات تيندوف.