علمت «المساء» أن المغربي محمد حداد، أحد سكان مدينة تطوان الذي تمت تبرئته من أحداث 11 مارس الإرهابية بمدريد مساء أول أمس، طلب اللجوء السياسي في إسبانيا فور دخوله مدينة سبتة. وقد كان اسمه يتردد على ألسنة كل المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين بإسبانيا والمغرب، ابتداء من المدير العام للأمن الوطني الجنرال حميدو لعنيكري ووزير الداخلية الإسباني ألفريدو روبالكابا، باعتباره أحد المشتبه فيهم الأساسيين في تفجيرات قطارات مدريد لسنة 2004 قبل أن تتم تبرئته منها. وفي اتصال للجريدة بمحمد الحداد أثناء تواجده بمفوضية الأمن بسبتة، ذكر هذا الأخير أنه قدم طلبا باللجوء السياسي والإنساني» نظرا للمضايقات الكبيرة التي يتعرض لها في تطوان من طرف أجهزة المخابرات (الدسيتي)، التي حسب قوله، أصبح «لا يطيقها». وأضاف الحداد في تصريح ل«المساء» أنه منع من الترشح في الانتخابات الجماعية ليوم 12 يونيو الماضي، بحجة ضياع ملف ترشيحه، قبل أن تنطلق آلة الديستي في الاتصال به ومساءلته حول دواعي ترشحه للانتخابات، وهو المغربي الذي صدر في حقه حكم بالبراءة من تفجيرات قطارات مدريد. وأشار محمد الحداد في معرض حديثه إلى أنه يتنازل عن جنسيته المغربية، حيث عاش 5 سنوات من المعاناة داخل المغرب، بعدما أصبح يحس بنفسه ورقة مخابراتية تستعملها بعض الأجهزة. «أريد أن أكون إنسانا وأعيش عاديا كباقي الأشخاص»، يقول محمد الحداد، موضحا أن ملف الإرهاب هو ملف سياسي. وتساءل: «إذا كان يتم التعامل هكذا مع مواطن تمت تبرئته، فكيف سيتم تعامل الدولة مع المدانين؟». وكان الحداد قد أصدر في شهر يناير الماضي بيانا صحافيا يقول فيه إن «القدر شاء أن يقحمه في أفعال لا يد له فيها، والتي لن يتعب من إدانتها، مرة تلو الأخرى»، مضيفا أن «هذه التهمة تحولت مع مرور الوقت إلى شبح جهم ابتلع شرفه ومستقبله». وكانت صور الحداد تصدرت واجهات الصحف الإسانية أثناء تفجيرات مدريد، كما وجهت أسئلة بخصوصه داخل البرلمان الإسباني، لكن بعد ذلك بسنتين لن تتم متابعته في التفجيرات، وهي البراءة التي لم يتوصل بمنطوقها إلى حدود اليوم. كما قضى محمد الحداد 45 يوما بمعتقل «تمارة».