عرفت مكاتب الاقتراع للانتخابات البلدية في مدينة تطوان مشاركة ضئيلة إلى حدود منتصف يوم أمس الجمعة، وذلك لانتخاب 55 مقعدا بجماعة تطوان الحضرية، والتي تشمل 17 لائحة تضم 16 حزبا ولائحة مستقلة. وعاينت «المساء» في جولة قامت بها على بعض مكاتب الاقتراع بالمدينة مشاركة قليلة، حيث لم يتجاوز عدد الناخبين 35 مشاركا في مكتب اقتراعي بإعدادية مولاي عبد الله، أغلبهم من النساء. وذكرت سيدة مسنة ل«المساء» أنها «جاءت بطلب من ابنتها للتصويت على لائحتها المفضلة»، فيما أشار شاب آخر ل «المساء»، إلى أنه «لن يصوت على أية لائحة لكونها لم تقدم أي مرشح جدير بثقته، «سأضع ورقة ملغاة» يقول حسن، وهو مجاز معطل. بالنسبة لأغلبية الشباب الذين استطلعت آراءهم «المساء» فإن «الأصوات الملغاة لها أكبر دلالة سياسية من العزوف عن المشاركة»، فيما يؤكد آخرون أن عزوفهم عن التصويت في هذه الانتخابات يعود لفقدانهم الأمل في العمل السياسي، نظرا «لما رأوه من تمييع في حملة تطوان الانتخابية». ويشكل الشباب فئة مهمة في المجتمع المغربي حيث يتجاوز عددهم 11 مليونا أي بنسبة 36 في المائة من السكان. إن «الانشقاقات والانقسامات التي عرفتها أحزاب تطوان، وحالات التفريخ بينت لنا حبهم للسلطة للدفاع عن مصالحهم الشخصية وللحصول على منصب جماعي ومنه إلى منصب برلماني أو حكومي أو وزاري أو ديبلوماسي، بأي طريقة كانت سواء عن طريق الرشوة، أو عبر اعتماد سماسرة مختصين أو بشراء الأصوات»، يقول أستاذ جامعي بجامعة عبد المالك السعدي. وحاول وكلاء اللوائح تعبئة ساكنة تطوان كي تتجاوز نسبة المشاركة الخمسين في المائة»، حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية سنة 2003 حوالي %54. من جهتهم أعرب رؤساء المكاتب الاقتراعية عن أملهم في أن تعرف صناديق الاقتراع كثافة في مشاركة الناخبين بعد صلاة الجمعة، مشيرين إلى أن نسب المشاركة تبقى مرتفعة مقارنة بانتخابات 7 شتنبر 2007 التشريعية التي عرفت عزوفا ملحوظا، تمثل في نسبة مشاركة انتخابية لم تتعد 37 في المائة، هي الأدنى منذ الاستقلال سنة 1956، والتي أبانت بالدرجة الأولى عن أزمة ثقة في العملية السياسية والانتخابية، كما في القوى السياسية المرتبطة بها. ويتنافس في ولاية تطوان 1852 مرشحا للفوز بالمقاعد المخصصة لمجالس الجماعات الحضرية والقروية التي يتكون منها الإقليم وعددها 23 جماعة، عشرون منها قروية. وبلغ عدد اللوائح الانتخابية في مرتيل 29 لائحة، فيما يبلغ في الدائرتين الانتخابيتين العادية والإضافية 16 لائحة، ثمان منها مخصصة للذكور ومثلها للإناث.