خلت شوارع مدينة تمارة صباح أمس الجمعة إلا من المواطنين المتوجهين إلى مقرات عملهم، أو إلى المساجد استعدادا لصلاة الجمعة، في وقت أكد فيه مواطنون عدم مبالاتهم بعملية التصويت، فيما فوجئ بعضهم الآخر بأن اليوم الجمعة هو يوم الاقتراع الخاص بالانتخابات الجماعية! وصرح عبد الله، سائق سيارة أجرة صغيرة، ل «المساء» بأنه لن يصوت على أي حزب من الأحزاب المشاركة، مؤكدا بأن مطالب المواطن البسيط لا تحظى باهتمام المسؤولين البلديين من تجهيز الطرق وتنظيم المواصلات وتحسين الخدمة في المقاطعات. بينما اعترف محمد بنداود، موظف في إحدى شركات الترجمة بتمارة، ل «المساء» بأنه إلى حدود أول أمس الخميس لم يكن يعرف أن الحملة الانتخابية الجارية خاصة بالاستحقاقات البلدية. وتتوقع المصادر الحزبية أن تكون نسبة التصويت ضعيفة بتمارة، بعدما كان الإقبال إلى حدود منتصف النهار ضعيفا جدا. وعاينت «المساء» بعضا من مكاتب التصويت وهي شبه خالية إلا من مسؤولي المكتب وممثلي الأحزاب الذين اعترف بعضهم في حديث مع «المساء» بأن خروقات واضحة تم تسجيلها صباح أمس، منها غياب المداد ببعض المكاتب، وعدم وجود أسماء الناخبين بسجلات بعض الدوائر المسجلين بها. وصرح مواطنون بمكتب للتصويت بأنهم اضطروا للتواصل مع الأحزاب التي ينتمون إليها لمساعدتهم في كشف غموض عدم وجود أسمائهم، حيث اضطر على سبيل المثال حوالي 40 ناخبا للرجوع إلى منازلهم بحي المسيرة 2 بعدما لم يجدوا أسماءهم. واشتكى حزب العدالة والتنمية المعارض، الذي يراهن على مدينة تمارة وكان الحزب الذي غطى كل دوائرها، من قيام بعض المتعاطفين مع مرشحين منافسين بالدعاية ضد الحزب ومحاولة إقناع ناخبين بعدم التصويت لصالحه بدعوى أن لائحة المصباح بتمارة قد تم إلغاؤها كما نشرت صحف وطنية، وهو ما نفته قيادة الحزب واعتبرته مؤامرة ضدها. كما اشتكت بعض الأحزاب من ضعف تدخل السلطات لوقف بعض مظاهر الخروقات ابتداء من منتصف النهار، في الوقت الذي كانت فيه السلطات الأمنية حريصة مع بدء الاقتراع على فرض احترام القانون بصرامة. وتجري منافسة شديدة للفوز بمقاعد المجلس بين كل من العدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة، والقوات المواطنة، إلى جانب كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال. وكانت نهاية الحملة الانتخابية ليلة أول أمس الخميس قد شهدت تنظيم مختلف الأحزاب قوافل طويلة بالسيارات كعلامة على انتهاء الحملة، ومحاولة منها لاستقطاب متعاطفين جدد، في الوقت الذي بدا فيه عمال البلدية ساخطين على الأوراق الانتخابية التي ملأت الشوارع بعدما خلفتها الأحزاب وراءها.