"لا نكره أن تكون جلسة كاملة في البرلمان لمدارسة الأوضاع الأمنية في البلاد"، هذا ما ابتدر به كلامه "حسن.ب" (سائق سيارة أجرة صغيرة) في اتصال ل"التجديد" معلقا على تدهور الأوضاع الأمنية بمدينة مكناس. وأوضح"حسن.ب" أن هذا التردي الأمني الخطير ابتدأ منذ أكثر من عشرين يوما خلت، وهو ماأكده النائب البرلماني الدكتور عبد الله بوانو" من فريق العدالة والتنمية ممثلا عن دائرة "الإسماعيلية". وتجلى الانحدار الأمني الذي تشهده المدينة جراء ما يتعرض له سائقو سيارات الأجرة الصغيرة على الخصوص من اعتداءات متكررة. فأوصاف المجرمين تتكرر في محاضرالشرطة وها أكده "حسن.ب"، وأصبحت معروفة لدى رجال الأمن. وألقى باللائمة على بعض رجال الأمن حينما كشف أن مجرمين كانا على بعد قرابة مائتي(200)متر من رجال الشرطة، وحين مناداتهم له بملاحقة المجرمين، لم يعيروه اهتماما، ونجا الهاربان، متعللين بأن دورهم هو أخذ موظف زميل لهم إلى العمل. ويضيف سائق سيارة الأجرة" منذ ثلاثة أيام، أوقف شخصان تنطبق عليهما نفس الاوصاف السائق"س" صاحب سيارة الأجرة رقم 297 قرب باب بردعين، واعتدوا عليه بعنف ووحشية، ووجهه ذي السبعة والعشرين(27) غرزة شاهدة على ذلك، وعند مقاومته لهم أردى أحدهما قتيلا، وفر الثاني بجلده، والسائق ينتظر القضاء ليقول كلمته فيه".هذه الحادثة اكدها النائب"بوانو" بقوله" الأقوال تختلف، والنتيجة واحدة، وهو مقتل أحد المجرمين" الاعتداء على أرباب السيارات تناسل بشكل مريب وقال بشأنه النائب "بوانو""حسب المعلومات المتوفرة لدي فهناك أكثر من 100 حالة، والذين يقدمون شكايات في الموضوع عددهم قليل، لكن العشرات يؤكدون هذا". وتأسف "حسن.ب" لما يتعرض له سائقو سيارات الأجرة الآن من تفتيش لسياراتهم من قبل رجال الأمن، للبحث عن العصي أو أشياء أخرى للدفاع عن النفس، عوض البحث عن الجناة" الاعتداءات، والانزلاق الأمني حسب "بوانو"يتغير حسب الفصول، ففي الأشهر الماضية كان متركزا في سرقة المنازل خارج ضواحي المدينة، ثم سرقة السيارات التي تتصاعد وتيرتها في فصل الصيف، والخطير هو ما نشهده الآن من اعتداءات على سائقي سيارات الأجرة الصغيرة. الاعتداء لا ينجو منه المارة خصوصا النساء، يقول أبو عمر" امرأة من زبائني سرق منها مليونا سنتيم تحت تهديد السلاح. وفي سابقة من نوعها أكدت مصادر موثوقة أن ساكنة حي سيدي سعيد يجمعون التوقيعات ليوجهوا عريضة إلى الجهات المسؤولة. وكان من المرتقب أن ينظم سائقو سيارات الأجرة مساء أمس وقفة احتجاجية على تردي الأوضاع الأمنية في المدينة وما يتعرضون له من تهديد لأرواحهم جراء انعدام التغطية الأمنية اللازمة والصارمة. يشار إلى أن المئات من المواطنين بمدينة فاس احتشدوا يوم 25 فبرايرالماضي في تجمعات احتجاجية وتوجهوا في مسيرتين حاشدتين تجاوزتا الألفي مواطن من ممثلي التجار ومنشطي السياحة بفاس وبعض ممثلي وداديات الأحياء والجمعيات الثقافية والتربوية والبيئية وغيرهم، الأولى إلى مقر عمالة فاسالمدينة والثانية إلى مقر ولاية جهة فاس بولمان، وأن سائقي سيارات الأجرة نظموا وقفة احتجاجية دامت يوما كاملا. وكان قد أكد العديد من المتدخلين أنه عندما يتم القبض على المنحرفين واللصوص ومحترفي الجريمة، يطلق سراحهم في صباح اليوم الموالي. وعبر الكثير من المواطنين ل"التجديد" عن غيرتهم التي يكنونها لوطنهم ولمدينتهم ولاقتصادها الذي بدأ يتدهور بحكم استفحال هذا الوضع المتردي حتى بات معه المواطن لا يبحث عن شيء ولا يطالب بأي شيء سوى الأمن أولا وأخيرا. عبد الغني بوضرة