توفي صباح أمس الأمين اقلعي، من معتقلي ما يسمى ب«السلفية الجهادية» بالسجن المدني بسلا المعروف ب«الزاكي» عن عمر يناهز 65 سنة، وكان ينتظر محاكمته في إطار ملف الفارين التسعة من السجن المركزي بالقنيطرة. وحسب مصدر مطلع، فإن أحد الشباب، الذي اعتاد خدمة اقلعي بسبب عجزه ومرضه، وجده على الساعة الرابعة صباحا متوفى وهو ساجد يصلي. وأضاف المصدر ذاته أن إدارة السجن سمحت لسجناء «السلفية الجهادية»، نزلاء حي ميم، برؤية الراحل قبل تسليمه إلى أسرته. وحسب رحيمو بوبوط، زوجة اقلعي، فإنه كان يعاني من مرض القلب وارتفاع الضغط الدموي، إضافة إلى معاناته النفسية داخل السجن، وقالت زوجته ل«المساء»: «إن زوجي رحمه الله مكث بمستشفى ابن سينا في الطابق السادس المخصص للسجناء، لمدة 15 يوما بعدما تدهورت حالته الصحية، ليعود إلى زنزانته رقم 19 بالسجن. واتهمت بوبوط المشرفين على صحة زوجها بالتقصير في عملهم لكونهم لم يخضعوه لأي فحص باستثناء منحه الأدوية. واتصلت «المساء» بإدارة السجن المحلي بسلا من أجل أخذ رأيها في الموضوع غير أن محول المكالمات قال إن مدير السجن ونائبه مشغولان ويوجدان في جناح السجناء. يذكر أن اقلعي كان ينتظر محاكمة يوم 10 شتنبر المقبل بتهمة «تمويل الإرهاب» بسبب تقديمه مبلغ 200 درهم للسجين طارق يحياوي، أحد المعتقلين الفارين من السجن المركزي بالقنيطرة. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها اقلعي السجن، بل سبق أن صدر أمر بتوقيفه عن الخطابة التي كان يمارسها بمسجد بحي بني مكادة القديم بمدينة طنجة، وتوبع بالمس بالمقدسات وحكم عليه بثلاث سنوات حبسا نافذا، وبعد أحداث 16 ماي الإرهابية اعتقل من جديد وحكمت عليه محكمة الاستئناف بالرباط بثلاث سنوات حبسا نافذا أمضاها كلها ليغادر السجن سنة 2007، ليعود إليه من جديد شهر ماي من سنة 2008 إلى أن وافاه الأجل يوم أمس.