أفشل حراس إدارة السجن المركزي بالقنيطرة صباح يوم الثلاثاء 9 مارس 2010، محاولة فرار قام بها عشر معتقلين مدانين بأحكام تتراوح بين الإعدام والسجن مدى الحياة، وبين 20 و30 سنة، على ذمة ما يعرف بملف السلفية الجهادية. وحسب مصادر التجديد، أعلنت إدارة السجن حالة الطوارئ منذ الساعة السادسة صباحا، وهو الوقت الذي تم فيه القبض على المعتقلين الذين حاولوا الفرار بعد أن رصدت كاميرا السجن تحركاتهم في اتجاه الحائط الخارجي. وعرف السجن حضورا مكثفا لرجال الأمن، كما حضر المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وبعضا من المسؤولين بالمندوبية، إذ أعلمت الإدارة الحراس الليليين للتحقيق معهم. وفي قراءة لهم لهذه العملية التي تزامنت مع الندوة التي يعتزم منتدى الكرامة لحقوق الإنسان تنظيمها مساء أمس، أكد بعض المعتقلين على خلفية نفس الملف أن محاولة الفرار هاته ليست إلا محاولة لإجهاض مبادرة أنصفونا التي أطلقها بها الشيخ أبو حفص، والشيخ حسن الكتاني لفتح قناة الحوار مع المسؤولين عنه. وينتمي معظم هؤلاء المعتقلين حسب ذات المصادر إلى ما يعرف بمجموعة فكري، ومجموعة الرباح واثنين منهم كانوا قد اعتقلوا ضمن المجموعة .86 من جهته، أكد مصطفى الرميد، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن محاولة الفرار هاته ليست بالبريئة، مشيرا في تصريح لالتجديد إلى أن مثل هاته التصرفات تهدف إلى خلق أجواء مضادة، ترجع بنا إلى الوراء، وتفسد هذه خطوات المقاربة التصالحية التي طالما أعلنا أنها السبيل لحل الملف. وعن طريقة محاولة الهروب الفاشلة، أوضحت المصادر، أنها دبرت عبر حفر المعتقلين لحوالي نصف متر تحت حائط الغرفة بحي.ج، تم عبر المجرى توجهوا نحو فسحة السجن، وللوصول إلى الحائط الخارجي، استعملوا الحبل، إلا أن كاميرا السجن كشفتهم. وتشمل قائمة المعتقلين الذين حاولوا الفرار (توفيق الحنوشي، حسن بنحفو، محمد بنسعيد، سارف طارق، السليماني، عبد المالك بوزكارن، عداد يوسف، محسن بوعرفة، المجدوبي، أعطور أحمد). يذكر أن السجن ذاته، سبق أن شهد فرار تسعة معتقلين مدانين بأحكام تتراوح بين الإعدام والسجن مدى الحياة، على خلفية أحداث 16 ماي ,2003 في عملية مثيرة وصفت بالهروب الكبير، في 7 أبريل 2008 بعد حفر نفق قادهم إلى الحديقة المطلة على منزل مدير السجن، إلا أنه تم القبض عليهم، وتقديمهم للعدالة. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف قد قضت ابتدائيا في حق الفارين بعشر سنوات سجنا نافذا، وهم الأخوان محمد وكمال الشطبي وعبد الله بوغمير وحمو حساني وعبد الهادي الدهبي ومحمد الشادلي وطارق يحياوي وهشام العلمي. كما حكمت بالبراءة في حق عبد الله شعيب والحكم على كل من سعيد السوسي وخالد كموي بسنة ونصف حبسا نافذا، وبإسقاط الدعوى العمومية في حق محمد أمين أقلعي، بسبب وفاته داخل السجن. كما قضت المحكمة ذاتها بالسجن 18 شهرا نافذا في حق متهمين اثنين من أجل تقديم مكان للسجناء الفارين من السجن فيما برأت ساحة المدعو عبد الله شعيب.