تباشر التحقيقات الداخلية تحت اشراف المندوب العام لادارة السجون واعادة الادماج، بعد محاولة فرار 10 سجناء ينتمون لتيار السلفية الجهادية يوم الثلاثاء 9 مارس 2010 من السجن المركزي بالقنيطرة ، فيما أحيل المتهمون على الجهات الأمنية من أجل انطلاق سلسلة من التحقيقات التي قد تكشف عن خيوط جديدة في هذا الحادث . وكما هو معلوم فبعد صلاة الفجر مباشرة من صباح يوم الثلاثاء الماضي نجح عشرة سلفيين من الوصول إلى باحة السجن الداخلية ولم يعد يفصل بين معانقة العالم الخارجي سوى سور أخير، وحسب مصادرنا فإن التخطيط لهذه العملية دام عدة أيام بين السلفيين الذي ينتمون لخلية مكناس وهم مدانون بارتكاب جرائم قتل ومحاولة السطو على أسلحة من إحدى الثكنات العسكرية ، وأفراد من خلية يوسف فكري المتورطين في جرائم قتل بالبيضاء ولهم علاقة بالتفجيرات الإرهابية ل 16 ماي 2003 ، وقد ارتكزت خطة الهروب على حفر حفرة بغرفة أحد السجناء وعبور قناة للصرف الصحي غير عابئين بالروائح الكريهة ، والوصول إلى باحة الفسحة الداخلية بعد تسلق سور علوه أربعة أمتار مستعملين قطعا من قماش الأغطية وعصي مكنسات مستعملة، ولسوء حظهم فإن تواجد حراس السجن بالباحة ويقظة برج المراقبة أفشل عملية الهروب بعد استسلام الفارين وهم : لحسن منداوي (20 سنة ) طارق فارس (20 سنة) أحمد السليماني (إعدام) أيت بنسعيد ( 30 سنة) وعبد المالك بوزكارن (إعدام ) ومحسن بوعرفة ( إعدام ) ، وحسن بنحفو (30 سنة) وعبد الرحمان المجذوبي ( مؤبد) وتوفيق الحنويشي ( إعدام ) ويوسف عداد ( إعدام). وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحاولة تأتي بعد عملية فرار تسعة سجناء من نفس التيار خلال سنة 2008 كانوا قد تمكنوا من تخطي أسوار السجن إلا أنهم اعتقلوا جميعا بعد ذلك. وكانت المندوبية العامة قد عمدت إلى تأطير حراس السجن والموظفين، إذ أخضعتهم إلى تكوين لعدة أشهر، بغية تنمية الحس الأمني لديهم وإذكاء روح اليقظة لمواجهة مثل هذه المحاولات. واعتبرت مصادر أخرى أن عدة محاولات تمت خلال هذه السنة كان أبطالها معتقلين أحداث، سرعان ما تم إلقاء القبض عليهم أو إحباط محاولاتهم. وربطت مصادر رسمية بين محاولة فرار سجناء السلفية الجهادية والحديث عن مبادرة حوار بين هؤلاء قصد مراجعة بعض «أفكارهم». وأضافت أن المحاولة تجعل مسألة الحوار مستبعدة، بل لا تستقيم ومنطق الأشياء، خاصة أن هروب هذه المجموعة ومجموعة الهروب الكبير كانت لها تداعيات أمنية.