اتهمت فعاليات أمازيغية حزب الأصالة والمعاصرة، بالإساءة إلى الأمازيغية والاستهتار بها، وب» التكالب على تسويق شعارات انتخابية إلى الأمازيغية لخطب ود الناخبين الأمازيغ». وتأتي هذه الاتهامات في وقت يوزع فيه حزب «التراكتور» العديد من الملصقات الانتخابية على المواطنين اعتبرتها فعاليات أمازيغية مسيئة للأمازيغية وللحزب. وحسب هذه الفعاليات، فإن عدم احترام قواعد كتابة حرف تيفناغ، الذي يكتب من اليسار إلى اليمين كما هو الأمر بالنسبة للحرف اللاتيني، جعل اسم حزب كاتب الدولة السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة يعني «أرجعت ( ثرار) ضربت (توت)، المنكسرة (تروست)، الوضع المزري(أنلوف )». وقال أحمد أرحموش، عضو المكتب التنفيذي للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة (أزطا)، في تصريح ل «المساء»: «الغريب في الأمر أن الاسم الذي كتب واستعمل من طرف الأصالة والمعاصرة، والطريقة التي كتب بها حرف تيفيناغ كانت مسيئة جدا إلى اللغة الأمازيغية وإلى قيمتها، ما يعكس غياب وعي نسبي لدى التنظيمات السياسية، في اتجاه احتضان مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية وتجاوز معيقات عملية إدماجها في مختلف المجالات». وأضاف أرحموش» هذا النوع من التعامل يدل على ضعف مسؤولية هذه الأحزاب تجاه المكون الأمازيغي، كما يظهر الاستهتار بالأمازيغية، خصوصا من خلال الطريقة التي كتب بها الحزب اسمه في منشوراته، فحرف تيفيناغ يكتب من اليسار إلى اليمين، في حين أن الحزب كتب اسمه على الملصقات من اليمين إلى اليسار، ما أعطى معنى يسيء إلى الأمازيغية وإلى الحزب في ذات الوقت». وبينما لم يتسن لنا الحصول على تعليق من قيادة الأصالة والمعاصرة لانشغالاتها الانتخابية، اعتبر الرئيس السابق «لأزطا» أن توظيف الأمازيغية من قبل الأحزاب يتم بمنطق «الاستهلاك السياسي»، ما يدل على غياب الوعي المطلوب لدى التنظيمات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية في اتجاه إدماج الأمازيغية في منظومتها الفكرية وبرنامجها الانتخابي. من جهته، قال محمد ألمو، الناشط الأمازيغي، إن لجوء الأحزاب المغربية إلى استعمال الأمازيغية في ملصقاتها وبرامجها وشعاراتها الانتخابية والحديث بها خلال تدخلاتها التلفزيونية، لا يروم إعادة الاعتبار إليها والعمل على إدماجها، وإنما هو وسيلة تلجأ إليها لكسب أصوات الأمازيغ و»تأثيت ملصقاتها الانتخابية»، مشيرا إلى أن ما وقع فيه حزب «التراكتور» من خطأ يذكر بالخطأ الذي كان قد وقع فيه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال الانتخابات التشريعية ل 7 شتنبر 2007. وكان حزب الوردة قد ترجم شعاره الانتخابي»اختاروا مغربكم» إلى» ستيغات لمغرب نون» أي «فجروا مغربكم»، ما أثار حفيظة الفعاليات الأمازيغية التي اعتبرت الخطأ الذي وقع فيه الحزب استخفافا بالثقافة الأمازيغية، ودعت إلى مقاطعته. وبرأي ألمو، فإن الأخطاء التي تقع فيها الأحزاب مردها إلى العشوائية والارتجالية التي تطبع تعاملها مع الثقافة الأمازيغية، متهما إياها ب» التكالب على تسويق شعارات انتخابية بالأمازيغية لخطب ود الناخبين الأمازيغ». إلى ذلك، شكلت الشبكة الأمازيغية لجنة خاصة مكونة من أربعة أعضاء من مكتبها التنفيذي، لمراقبة مدى تجاوب الأحزاب والمرشحين المستقلين مع الأمازيغية، خلال حملتهم للانتخابات الجماعية المقررة في 12 من شهر يونيو الجاري، وذلك عبر تتبع مدى حضورها في البرامج الانتخابية المحلية والوطنية. وكانت الشبكة قد بعثت بمذكرة إلى ثلاثين حزبا من أجل الاهتمام بالأمازيغية في البرامج الانتخابية، أكدت فيها على ضرورة رفع الحظر العملي عن الأمازيغ في تسمية أبنائهم بأسماء أمازيغية، بالشكل الذي يوفر لهم الحق في الشخصية القانونية والحق في الذاكرة، واعتماد سياسة تنموية مستدامة تستند إلى مبدأ التمييز الإيجابي لفائدة المناطق المهمشة اقتصاديا واجتماعيا، عبر التراجع عن سياسة نزع الأراضي والمساس بالحق في الملكية الجماعية للأراضي والترحيل القسري، وإعادة الاعتبار للأعلام الأمازيغية، عبر تسمية المؤسسات والأماكن المحلية بأسمائهم.