استمع رجال الشرطة القضائية بصفرو يوم الثلاثاء الماضي، ولمدة تقارب ثلاث ساعات، إلى شاب يقيم بحي «سيتي مسعودة»، وذلك على إثر مشادة كلامية بينه وبين اتحاديين كانوا في حملة انتخابية. واتهم هذا الشاب بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات وتأييد طروحات حزب النهج الديمقراطي. وباستثناء هذا الحادث، لم تتدخل السلطات المحلية لثني رفاق عبد الله الحريف عن «الترويج» لدعوات مقاطعة الانتخابات المحلية ل12 يونيو الجاري. ووصل عدد البلاغات التي وزعت من قبل أعضاء هذا الحزب بصفرو، منذ بدء الحملة الانتخابية إلى منتصف الأسبوع الجاري، ما يقرب من 5000 بلاغ. ويرتقب، طبقا للمصادر، أن توزع هذه البلاغات أمام مساجد المدينة بالتزامن مع صلاة اليوم الجمعة، وذلك قبل أن يعمد أعضاء الحزب بالمدينة إلى الانتقال إلى فاس يوم السبت المقبل للمشاركة في وقفة جهوية للحزب تدعو إلى مقاطعة هذه الانتخابات. وأدت هذه الحملة المضادة إلى خلق «أزمة» بين هذا الحزب وأحزاب يسارية أخرى قررت المشاركة في الاستحقاقات المقبلة في إطار ما يعرف ب«تحالف اليسار». واتهم تقرير وجهه رفاق حزب النهج بصفرو إلى أمانتهم العامة رفاق التحالف ب«تحريض» السلطات ضدهم. ونقل التقرير أن مرشحا في التحالف باسم الحزب الاشتراكي الموحد أخبر عامل الإقليم في اجتماع رسمي قبل انطلاق الحملة أن النهج «يعرقل» ما سماه بالمسلسل الديمقراطي، وطلب منه العامل أن يبلغوا السلطات ب«الإختلالات» لتقوم، من جهتها، ب«المتعين». و«طارد» أنصار هذا الحزب الوزير الاستقلالي عبد اللطيف معزوز والمرشح للانتخابات الجماعية بصفرو، في المنطقة الصناعية بالمدينة. وقاموا ب«اقتحام» معامل نسيج زارها لدعوة العاملات والعمال إلى التصويت على حزبه، ودعوا، من جهتهم، هؤلاء «الكادحين» إلى عدم التصويت على من سموهم ب«مستغلي الطبقة الكادحة». ولم يقتصر حزب النهج الديمقراطي في هذه الحملة المضادة على توزيع «المنشورات»، خصص حيزا مهما من موقعه على الأنترنت ل«دعم» هذا الاختيار بتقديمه لعدد من التجارب الجماعية التي يصفها بالفاسدة في المغرب. وقال إن الحقائق على الأرض تؤكد «فشل المسلسل الديمقراطي» بالمغرب. وتحدث عن «سوء التدبير ونهب المال والملك العموميين، وانتشار اقتصاد الريع، ومراكمة الثروة، وتحويل المنتخبين إلى ملاكين عقاريين ومستثمرين ورجال أعمال بفضل اجتهادهم في عمليات النهب والسطو على المال العام». وأشار إلى أن المسلسل الديمقراطي أفرز ما سماه ب»مافيا انتخابية» «محترفة» في الوصول إلى البرلمان بغرفتيه والمجالس المحلية، والغرف المهنية.