يشارك نور الدين كاديري، منذ سنوات، في الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها في مدينة ورزازات، ويتخصص نور الدين في تمثيل لقطات المجازفة الخطيرة التي لا يستطيع أبطال الأفلام القيام بها. تنوع الأعمال السينمائية وخطورة المشاهد لم تدفع كاديري إلى التخلي عن حلمه مهما كان الثمن. - ما الذي دفعك إلى اختيار هذه المهنة؟ < كنت مولعا بمشاهدة الأفلام السينمائية منذ سنوات الطفولة، لم تتح لي فرصة دخول السينما عندما كنت صغيرا. كان عطائي الدراسي في المستوى الابتدائي متوسطا، لم أكن شغوفا بالجلوس في مقاعد الدراسة بقدر ما أحببت أن أتابع الأجانب الذين يزورون بلدتي لتصوير مشاهد من أفلام سينمائية. انقطعت عن الدراسة في السنة الثانية ثانوي وأتيحت لي فرصة العمل والاشتغال في أول فيلم لي هو كليوباترا. تزامن ذلك العمل مع العطلة الصيفية، وأتذكر أنه عندما بدأت التحضيرات للفيلم، احتاج مدير شركة north africa horses المدعو جويل بروست إلى أحد المجازفين للعمل معه، وابتسم لي القدر بعد أن توسط لي أحد العاملين بالشركة.. أعجب بي مدير الشركة كثيرا عندما شاهد فقراتي التمثيلية، لأجد نفسي بعدها في موقف صعب. - كيف ذلك؟ < تدخلت عائلتي للحسم في الموضوع بعد أن تبين لهم أنني قررت خوض التجربة السينمائية.. لقد خيرني أهلي بين الدراسة والعمل مع جويل، لم أتردد في حسم الموضوع معهم واخترت العمل مع المخرج وكان ذلك سنة 1998. - وما هي أهم الأفلام التي شاركت فيها؟ < شاركت في الفيلم العالمي أوبليكس وأستريكس في مصر القديمة الذي قام ببطولته الفنان الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز، كما تم اختياري للعمل في الفيلم الفرنسي «أربع ريشات» وفيلم «علي بابا والأربعين حراميا». حاليا أشتغل في فيلم «السعادة» وأقوم فيه بأدوار مجازفة متنوعة. لقد اختلفت الممارسة السينمائية كثيرا بسبب تطور التقنيات المستخدمة في الإخراج وتغير شخصيات الأبطال السنمائيين. - ماهي الصعوبات التي تواجهها أثناء التصوير؟ < منذ بداية اشتغالي في الأعمال السينمائية قبل حوالي أحد عشر عاما، استنتجت أمرا مهما وهو أنه عندما تشتغل مع الأجانب تكون أجواء التصوير في غاية الاحترافية، لأن كل فرد يعلم جيدا ما يجب القيام به. لا وجود أبدا لذلك الميز بين المخرج والممثلين وباقي أعضاء طاقم الفيلم. تسود الأجواء الاحترافية واحترام الوقت والكل مثل جسد واحد يجمعهم هدف واحد هو الحصول على أجود اللقطات. - هل تتلقى تعويضات جيدة في عملك وهل لديك تأمين؟ < بالنظر إلى طبيعة اللقطات الخطيرة التي أقوم بها والتي أعوض في عدد منها أبطال الفيلم، يستدعي الأمر أن أتلقى مقابلا يتناسب مع حجم المخاطر التي أتعرض لها. بطبيعة الحال أتلقى أجرا ممتازا ولدي تأمين على الأخطار. الحالة مستورة والحمد لله وأنا جد مرتاح لظروف العمل. - هل يمكن أن تصف لنا يوم التصوير الذي تشارك فيه هذا الشهر؟ < في يوم التصوير، يجتمع المخرج مع الممثلين والتقنيين ومشرفي الصوت والإضاءة. في البداية يدور نقاش مفصل وشرح دقيقلقطة المراد تصويرها من طرف المدير التقني، وبعدها نقوم بحركات استعراضية وتدريبية في نفس الوقت بواسطة الخيول التي ألفت بدورها تلك الحركات التي نود القيام بها رفقة زملائي، سواء تلك الحركات البهلوانية على ظهور الجياد أو المبارزات بالسيوف والدروع. يتم تصميم العديد من المشاهد الخطيرة حسب قصة كل فيلم، ونتفنن في القيام بمشاهد السقطات الأرضية، وهكذا نكرر الحركات إلى حين اقتناع المخرج باللقطة التي سيعتمدها في الفيلم. الممثل الناجح هو الممثل الذي يستطيع أن يقنعنا أنه لا يُمثل، ولايمكن لأي مخرج أن يستغني عن الممثل المجازف الذي يعمل علي حماية الممثل والحفاظ على مشاركته في الفيلم، حتى لا يتعطل التصوير في حالة ما إذا تعرض الممثل للإصابة نتيجة حركة عنيفة غير متوقعة. أقوم مثلا بأداء الحركات الصعبة والمطاردات وتلقي الضربات بدلا من الممثل.. ويتركز عملي في أدوار الحركة و«الأكشن» وركوب الخيل حتى لا يتعرض أي ممثل رئيسي آخر للخطورة. - هل تعتقد أنه بمقدورك أن تحقق حلمك بالمغرب؟ < لا أرى أي داع لمغادرة بلدي نحو بلد آخر. أعتقد أنني إذا وجدت ما أحتاجه في بلدي فأرى أنه من المستحيل الذهاب في مغامرة غير محسوبة والتخلي عن مهنة محترمة كالتي أمارسها منذ سنوات. الممثل المجازف هو بمثابة الجندي المجهول في صناعة السينما والفن، ورغم مجهوده الكبير والخطورة التي يتعرض لها فإن الجمهور لا يكاد يعرفه. يفتقد المخرجون في بعض الأفلام إلى الممثل الذي يجيد السباحة أو ركوب الخيل أو الذي يصر علي أداء الحركات الخطرة بنفسه، لذلك تبرز أهمية الاستعانة ببديل للممثل يؤدي هذه الحركات حتى لا يتعطل التصوير. - هل يتعامل معك المخرجون المغاربة والأجانب بشكل احترافي؟ < دائما علاقاتنا مع المخرجين يسودها التقدير و الاحترام. في حالة اللقطات الخطيرة يتم التنسيق مع مساعد المخرج بحضور المدير التقني للخروج بخطة عمل تضمن في المقام الأول سلامة المجازفين وتحقق في نفس الوقت نجاح اللقطة المراد تصويرها. - ما هي طموحاتك المستقبلية؟ < أتمنى الذهاب بعيدا في هذه المهنة واكتساب شهرة دولية تمكنني من المشاركة في إنتاجات ضخمة والمشاركة جنبا إلى جنب مع ممثلين عالميين.