دعت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق في وفاة الطالب بكلية الحقوق بمراكش عبد الرزاق الكاديري، الذي كان يتلقى الإسعافات بمستشفى ابن طفيل، بعد المواجهات التي وقعت بين طلبة جامعة مراكش ورجال الأمن، حيث أصيب في رأسه، خلال مسيرة كان يقوم بها الطلبة، نهاية السنة الماضية، تضامنا مع سكان قطاع غزة التي كانت تتعرض وقتها لنيران الجيش الإسرائيلي. وعبرت المنظمة الحقوقية، التي شكلت فريقا لمتابعة قضية الطالب الذي لقي حتفه يوم 31 دجنبر من السنة الماضية نتيجة إصابته في الرأس، عن «استنكارها الشديد» لوفاة الكاديري، داعية الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش إلى التحقيق في ظروف وملابسات الوفاة. وكان الطالب توفيق الشويني، المعتقل على خلفية نفس الأحداث والمحكوم بسنة سجنا نافذا، قد أكد، في وقت سابق في اتصال مع «المساء» من داخل معتقله بالسجن المدني بولمهارز بمراكش، أنه كان يسمع الأنفاس الأخيرة لعبد الرزاق الكاديري، عندما نزل هو الآخر ضيفا في نفس الجناح بمستشفى ابن طفيل نتيجة إصابته جراء تعذيب رجال الأمن له، ولم يكن بينهما سوى عازل ينفذ عبره أنين الكاديري الذي بدا أنه كان مصابا بإصابة خطيرة. واعتبر الشويني أن اعتقالَه كان بغرض منعه من الإدلاء بشهادته في ما يتعلق بوفاة عبد الرزاق الكاديري كشاهد وحيد عاش اللحظات الأخيرة من عمر الراحل الكاديري، وتتبع عن كثب «مشادات كلامية» وقعت بين رجال أمن وممرضة، كانت في المداومة، حول موضوع الطالب المتوفى حين كان طريح الفراش. إلى ذلك، اتهمت مصادر متطابقة من عائلة الطلبة العشرين المعتقلين منذ أزيد من عشرة أشهر بدون محاكمة، في إفادتها ل«المساء»، رجلَ الأمن المعروف بلقب «العروبي» بالوقوف وراء وفاة الطالب الكاديري، مشيرة إلى أن الأخير كان برفقة كل من ضابط الأمن برقية ونائب والي الأمن بمراكش محمد طوال ورئيس الشرطة السياحية مولاي الحسن الحافة، عندما تم نقل الكاديري وهو ينزف إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش، وقد تصادف أن نقل، في نفس التوقيت، توفيق الشويني المصاب كذلك إلى نفس المستشفى.