عادل رامي في الآوت.. هذه المرة استغنى عنه المدرب الفرنسي رايموند دومينيك، لم يدخله في لائحة المنتخب الفرنسي الأخيرة، فقد استعاد لاعبه الكبير باتريك فييرا، وكان عادل مجرد(رويضة سوكور..) عادل رامي.. ذهبنا جميعا نطلب وده.. مكالمات هاتفية.. حوارات.. ولقاءات مباشرة.. كان ينقصنا فقط «قوالب ديال السكر»، لنوفق في إقناعه.. لقد سكن يوما مفكرتنا جميعا.. وحلمنا برؤيته في عرين الأسود، لكنه فضل عش الديكة، فضل اللعب تحت أضواء باريس.. كان في كل مرة يعطينا تطمينات خادعة، ولبى النداء الفرنسي في نصف دعوة من دومينيك.. غرس خنجر الرفض فينا.. واكتفى بالتعليق «راني فرنساوي..» نسي انتماءه العربي، وطمع في إشراقات أخرى عالمية.. فضل أن يجلس في كرسي الاحتياط.. في وقت فرط في رسمية أكيدة مع المنتخب المغربي.. تمنيت أن أرى عادل رامي، أن أتمعن في تقاسيم وجهه.. أن أستمع إلى صيحة الديك عنده.. بعد أن حوله دومينيك إلى ورقة منسية، إلى ورقة غير رابحة.. وقد ينتظر إصابة مدافع، واعتزال آخر ليعود يوما إلى صفوف المنتخب الفرنسي.. كيف نجهض الأحلام فينا باختيار خاطئ؟ كيف يموت حب الوطن، وتنتحر الأشواق؟ رامي فضل أن يكون فرنسي اللون.. فضل أن ينافس بشكل أوربي.. ومن حقه ذلك.. من حقه أن يبحث عن متنفس رياضي يحمله إلى العالمية.. فبطاقة اللعب لفرنسا قد تحمله إلى أكبر الأندية الأوربية، في وقت قد يعرضه اللعب للمنتخب المغربي في أدغال إفريقيا للذغة ذبابة التسي تسي ، ولكل الأمراض الممكنة.. وقد لا يكون قادرا معها على تحمل طقوس بلدان إفريقية تختلط معها الحرارة بالسحر والشعوذة ومظاهر التخلف كلها.. ولكن لماذا سعد منير الحمداوي بانتمائه المغربي وهو الذي تتعقبه العيون، وأرادته يوما هولندا ليكون واحدا من أضلاعها الرياضية؟.. فاز الرجل بلقب الهداف، ولم تغنه لغات العالم كلها عن التنصل من انتمائه العربي.. وكلكم تعرفون كم يساوي الحمداوي الآن في بورصة الكرة العالمية.. عادل رامي.. تسكن أوراقه رفا صغيرا في مدرج الكرة الفرنسية، لا أريد أن أسميه رف النسيان.. وأصبح لاعبا فرنسيا بالاسم فقط، وحصيلته الدولية تحسب بالأصفار.. وربما يكون قد تعلم من درس الجحود.. وهو الذي أضاع على نفسه فرصة الرسم على أكثر من لوحة عالمية مع منتخب مغربي وصف وسطه عادل رامي بسوء التنظيم.. مرحبا فييرا.. وداعا رامي.. هكذا تناقلت وسائل الإعلام الخبر إلى كل بلدان الدنيا.. ووجد اللاعب نفسه في الهامش يتفرج على الديكة في سباق محموم نحو المونديال العالمي.. ولا ينسى أن يطل من نافذة صغيرة على أسود الأطلس الذين رفض يوما أن يلبس قميص الفخر معهم .. والمناسبة لن تكون سوى لحظة للأسف الشديد.