بعيدا عن أضواء آلات التصوير وزوايا الالتقاط المتعددة، اختار ياسين الادريسي خوض تجربة التصوير الوثائقي وتسجيل أول عمل سمعي بصري له أطلق عليه اسم: «في انتظار الثلج». بعد حصوله على شهادة البكالوريا سنة 2000 بالرباط، درس الادريسي العلوم الاقتصادية لمدة سنة، ليغير شراع سفينته مبحرا صوب التقنيات المعلوماتية ويتعمق في دراسة تطوير الأنظمة متعددة الوسائط، ويحقق أول نجاح بالحصول على أول فرصة شغل كتقني متخصص في الأنفوغرافيا بإحدى شركات الإشهار. «لم يدم الأمر سوى ستة أشهر ليستبد بي الحنين إلى مقاعد الدراسة، ونجح في الحصول على ديبلوم متخصص في الشبكات المعلوماتية بعد سنة من الدراسة» يقول الادريسي ل«المساء». لم تتوقف رغبته في التحصيل عند هذا الحد، ونجح في الحصول على الإجازة من جامعة أميان الفرنسية في مجال الأنظمة متعددة الوسائط وتدبير المقاولات الإعلامية.. لم تفارق الكاميرا دوما الشاب الرباطي، وظلت ترافقه في رحلاته وأسفاره، ورغم انغماسه في عمله التقني، ظل وفيا لهواية التصوير التي عشقها في سنوات المراهقة. «كنت أملك كاميرا تصوير بفيلم، وأسرتني المشاهد الطبيعية التي يزخر بها المغرب في كل المناطق التي زرتها شمالا وجنوبا، ونجحت في توثيق أسفاري بالصور التي جمعتها معي منذ سنوات». إلمامه بالوسائط التكنولوجية جعلته يصمم موقعا إلكترونيا خاصا به يضع فيه دروسا نظرية وتطبيقية في التصوير، إضافة إلى عرض الصور التي التقطها طيلة مشواره المهني، وظل على اتصال دائم بمصورين صحافيين من مختلف أنحاء العالم لأن ذلك سيساعده، حسب رأيه، في تتبع الجديد والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها. بعد فترة من التفكير، قرر الادريسي ولوج عالم التصوير الصحفي، وعمل مصورا حرا مع العديد من الصحف المغربية، ليعمل سنة 2008 مع يومية الجريدة الأولى والوكالة الهولندية للأنباء، قبل أن يلتحق بالعمل في جريدة «المساء» بمكتبها في الرباط. قبل عام ونصف، زار الادريسي مدينة إفران الجبلية، واسترعى انتباهه صبية صغار مهمشون وصور البؤس لا تفارق وجوههم... قرر المصور الاقتراب من هؤلاء الأطفال والتعرف على عائلاتهم، ولم تفارق ذهنه فكرة إخراج شريط وثائقي يصف حياتهم ومعاناتهم مع الثلج. «سافرت بشكل مستمر إلى إفران أثناء سقوط الثلوج في فصل الشتاء، ودامت مرحلة التصوير حوالي ثلاثة أشهر عملت فيها مع مصورين من مكتب قناة الجزيرة في الرباط» يقول ياسين. تبلغ مدة الشريط الذي يعول ياسين على المشاركة به في مسابقات دولية حوالي 45 دقيقة، وأشرف المصور الشاب على إخراجه وإعداده وكتابة السيناريو الخاص به، وينتظر بفارغ الصبر يوم الاثنين تاريخ عرضه الأول أمام الجمهور في المكتبة الوطنية في الرباط..