قرأت باهتمام كبير النداء الهام الذي وجهه الأستاذ الجليل رضوان محمد إدريس بناني إلى السادة علماء الأمة للتيسير وكشف الغمة، ويسعدني أن أبدي وجهة نظري حوله في كلمة موجزة. جاء في الحديث النبوي الشريف «حسن السؤال نصف العلم». ولقد أحسن صنعا أستاذنا الكريم في طرح الأسئلة الاستقرارية الخمسة الهامة، فنبل المقاصد باد للعيان، لأنه يهدف إلى الحد من الكم العارم لآلاف دعاوى التطليق التي تعرض سنويا على المحاكم، وتقليص حالات الاستجابة لها بنية الحفاظ على تماسك الأسرة المسلمة، كما أنه يفسح المجال لتقييم كل حالة من حالات الطلاق القديمة الحاصلة قبل تطبيق مدونة الأسرة، لمن لديه رغبة في إعادة جمع شمل أسرته رجلا كان أو امرأة. حقا ورد في النداء اجتهاد فقهي صائب وجدير بالاعتبار، فالمادة 39 من مدونة الأسرة المتعلقة بالموانع المؤقتة نصت في آخر الفقرة 3 منها على ما يلي: «زواج المطلقة من آخر يبطل الثلاث السابقة، فإذا عادت إلى مطلقها يملك عليها ثلاثا جديدة». إنني أشاطر الأستاذ الرأي في ضرورة المساواة بين الآثار الناجمة عن البينونة الصغرى بالآثار الناجمة عن البينونة الكبرى، ما دام يترتب عن كل واحدة منها «إزالة الزوجية حالا» المادتان 126 و127 من المدونة الجديدة والفصلان 69 و70 من مدونة الأحوال الشخصية القديمة. وانسجاما مع هذا الاجتهاد، اقترح إضافة فقرة جديدة للمادة 126 من مدونة الأسرة، تنص على ما يلي: «تجديد الزواج هو زواج جديد، يبطل الطلاق الرجعي ويفسح المجال لطلقات ثلاث جديدة». وخلاصة القول إنها بادرة طيبة من قانوني ضليع، مشهود له بالتقوى وخشية الله، وبصدق الإيمان، وبالنزاهة الفكرية، وبالكفاءة العلمية، وبالاجتهاد السليم، والغيرة على المصلحة العامة. وأتمنى من صميم قلبي أن يكون قد أصاب في اجتهاده وأن يفوز بالأجرين اللذين وعد بهما الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد، وهو أجر المجتهد».