حلت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب أول أمس الثلاثاء بالقفطان المغربي التقليدي، لم تكن قادرة لحظة صعودها على خشبة مسرح النهضة بالرباط، على محو آثار الارتباك الأولي، قبل أن تجد من خلال أدائها لأغنية «آه يا ليل» أن الجمهور المغربي يحفظ من أغانيها القديم والجديد. أمام جمهور رباطي قدر بعشرات الآلاف، غنت شيرين على كل الإيقاعات ورقص لها محبوها من الشباب كلما توقفت بعد أداء أغنية، إلا واستغلتها فرصة لبعث أشياء وكلمات تراها تستحق أن ترسل في تلك اللحظة. بين القبل والتحيات وكلمات الشكر، تاهت شيرين في التعبير الذي كشف أن عبد الوهاب تجاوزت اكتشاف الجمهور المغربي الذي تقف أمامه لأول مرة في مسارها. في هذا الإطار، قالت شيرين عبد الوهاب التي وصفها عازف العود لمسفر منظم سهرات ليالي الشرق بنجمة مصر الأولى في الغناء: «أنا أحبكم كثيرا من كل قلبي، ووقوفي أمامكم امتحان حقيقي لي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم». هي الكلمات ذاتها التي أعلنتها في الندوة التي أحيتها مساء الإثنين الماضي بفيلا الفنون بالرباط على هامش الدورة الثامنة من مهرجان «موازين»، حينما قالت: «في ليلة السهرة سأحاول أن أكتشف الجمهور المغربي، وأكتشف مدى تفاعل وإقبال هذا الجمهور على شيرين عبد الوهاب، أحيانا يقبل المتلقي على فنان، ولكن حينما يقف أمامه في سهرة مباشرة تختلف رؤيته ونظرته إلى الفنان، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن هذا الجمهور». ولم تفوت شيرين عبد الوهاب الفرصة لتقديم الشكر للملك محمد السادس، ووزيرة الثقافة ثريا جبران، وللمنظمين وللشاعر مصطفى مرسي الذي كان له الفضل الكبير فيما وصلت إليه شيرين حسب تعبير الفنانة المصرية. وكانت أقوى لحظات السهرة، التي تلتها سهرة للفنان العراقي كاظم الساهر، هي اللحظة التي غنت فيها شيرين عبد الوهاب عن الأم ( بحبك يا أمي)، بشكل وبإحساس جميل لم تقو معه عن دفع دموعها التي امتزجت بصوتها، مما دفعها تحت تصفيق وتأثر الجمهور الرباطي، إلى التوقف عن الغناء للحظات، وقالت لا يعرف الإنسان كلمة الأم إلا حينما يسمعها»، في إشارة إلى ابنتها مريم التي ازدادت قبل شهور. وكانت شيرين قد صرحت في الندوة السالفة الذكر بأن قلة إنتاجاتها وظهورها في المدة الأخيرة مرتبط باتخاذها قرارا برعاية ابنتها، فإذا كان الحرص على الصورة الفنية للفنان ضروري، فإن الالتزامات العائلية لها حقها من القيمة»، تقول شيرين. وأدت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، في سهرة مساء اليوم الخامس من موازين، العديد من الأغاني التي تنتمي إلى الريبرطوار الفني في مختلف محطاتها الفنية، من بينها أغاني: «قال إيه، افتكرت كلامك، بتوحشني، آمنتك علي، ماتفرحش غير لفرحك... هذا إلى جانب أغنية «دارت الأيام» لسيدة الطرب العربي أم كلثوم وأغنية «أكذب عليك» للفنانة وردة الجزائرية.