في عالمنا اليوم يتعرض العديد من الكتاب للتهديدات، وفيما تثير بعض الكتب نقاشات ساخنة، تثير لدى البعض مشاعر الكراهية والعنف، والحال أن الكتابة يعتبرها البعض من الأمور المقدسة، وقد ينظر آخرون للقلم كأداة شيطانية. في هذا الإطار ينظم المركز المغربي لنادي القلم الدولي، بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ومهرجان لاهاي ويتر لاختن وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ومهرجان تواصل الثقافات، المهرجان الدولي للأدب مابين2 و4 يونيو2009، بمشاركة كتاب من أندونيسيا وجنوب أفريقيا وهولاندا وتركيا والولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنسا والمغرب. وتجدر الإشارة إلى أن نادي القلم للمركز المغربي يعد فرعا تابعا لنادي القلم الدولي وهي جمعية عالمية أنشئت في العشرينيات من القرن الماضي، وقد تأسس فرع المغرب منذ ما يقارب خمس سنوات على يد الراحل عبد الكبير الخطيبي ومجموعة من الكتاب المغاربة من ضمنهم يوسف أمين العلمي، الذي سيدشن حفل الافتتاح بروايته «نوماد»، وهي رواية غير مطبوعة على الأوراق كما هو معتاد، وهذا هو الجديد الذي سيتعرف عليه الزائر للمهرجان من خلال متابعة فصول الرواية عبر فضاء المكتبة الوطنية باللغتين العربية والفرنسية، حيث ستكون مكتوبة بخط اليد بمواد طبيعية على اللوح والجلد وغيرها من الأسانيد ذات العوالم التشكيلية، وقد عرفت تجربة أمين العلمي نجاحا في روتردام بهولندا، وسيقوم بعرضها أمانم القراء في مدن أخرى مغربية ودولية. يوسف أمين العلمي الذي سنعود للخوض معه في هذه التجربة ضمن عدد لاحق، سألته «المساء» عن خلفيات تنظيم مهرجان للأدب، فرد قائلا:« هناك مهرجانات كثيرة ومع الأسف لم يأخذ الأدب منها حقه، فكل المهرجانات موسيقية استعراضية، ولكي نفتح المجال للجمهور للإنصات للأدب والاستمتاع به، نظمنا هذا المهرجان ليلاقي هذا الجمهور كتابا من كل الآفاق الكونية والإبداعية ليلتقط ما سيجودون به من شعر ونثر بلغتهم الأصلية، مصحوبة بالترجمة العربية والفرنسية والإنجليزية، ويضيف العلمي المهرجان ليس مناظرة بالمفهوم المتداول بل لقاءات أدبية توفر الفرصة للناس لتذوق الإبداع، وفي كل أمسية حرصنا على عقد حوارات بين الكتاب، بين كاتب وكاتب، أو بين ناقد وكاتب. ويتوخى المهرجان، الذي يعقد دورته الأولى تحت شعار«الكتابة بين السطور» إعطاء الكلمة للكتاب الذين رفضوا بشكل أو بآخر الامتثال للخطوط الحمراء. وسيكون المهرجان مناسبة للجميع لاكتشاف شروط المنع المفروضة على حرية التعبير وكذا مختلف التقنيات التي يلجأ إليها الكتاب لتجاوز تلك الخطوط، أي كيف ينجح الكتاب في كتابة ما بين السطور. وحسب ورقة للجهة المنظمة يستقي موضوع هذه الدورة أهميته من عالم اليوم، حيث يتعارض تياران، واحد حداثي والآخر تقليداني، كل واحد له تصور مختلف لحرية التعبير والتنوع والهيمنة الثقافية. السياسيون والرأي العام وبقية القوى الاجتماعية نادرا ما يتفقون حول حدود المقبول أو المسموح به في نص ما، كما يبدو أنها لا تتفق حول الخطوط التي يجب أن لا يتجاوزها الكاتب. وفي الوقت الذي يعتبر فيه أن حرية التعبير حقا إنسانيا ثابتا، يرى آخرون ضرورة توخي الحشمة في الكتابة ومراعاة ما يمكن أن يكون للكلمات من أثر على القيم الأخلاقية والدينية والإثنية والهوياتية. أي أن ما قد يعتبره بعض القراء خلقا وإبداعا، يمكن أن يعتبره آخرون مسا بالقيم والمعتقدات. اليوم، ونحن نعيش سياحة الكم والإنترنت، والعالم الافتراضي حيث تتجاوز الصورة والمعلومة والأفكار الحدود بسهولة أكثر، نجد قيم مبادئ السيادة والقانون قد فقدت بعضا من سلطتها. هذا الوضع يمكنه أن يخلق حدودا جديدة ويرسم خطوطا حمراء جديدة. وعليه، فالحدود بين المقبول وغير المقبول بالنسبة للكاتب أصبح من الصعب تحديدها بدقة. برنامج المهرجان يتضمن نقاشات وقراءات... كما يتضمن لقاء بين الكتاب ولقاءات مع الطلبة الجامعيين. وسينطلق بحدث جديد يتمثل في تقديم رواية «Nomade»، للكاتب المغربي يوسف أمين العلمي، بشكل فني جديد. ومن الأسماء المشاركة - غوندز فاساف، تركيا - ليندا كريستانتي، إندونيسيا - كريستين أوتن، هولندا - أنتيي كروغ، جنوب إفريقيا - جاكلين بيشوب، الولاياتالمتحدة - ماري رودونوت، فرنسا ومن المغرب - غيثة الخياط - صلاح الوديع - عائشة البصري - عبد الحي المودن - محمد المسيح - يوسف أمين العلمي