ارتفعت نسبة الاعتداء الجنسي على الأطفال بالمغرب خلال سنة 2008 ب536 في المائة مقارنة بسنتي2006 و2007، اللتين سجلتا على التوالي 20و50 حالة اعتداء. وبلغ عدد حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، حسب التقرير السنوي لجمعية «ما تقيش ولدي»، الذي قدمته أمس بالرباط، 306 حالات خلال سنة 2008، موزعة على 56 منطقة من مناطق المغرب. وتحتل مدينة الدارالبيضاء الرتبة الأولى من حيث عدد الحالات (53 حالة بنسبة 17.53 في المائة)، تليها مدينة مراكش (29 حالة بنسبة 9.47 في المائة)، ومدينة أكادير (24 حالة بنسبة 7.84 في المائة)، ثم القنيطرة (22 حالة بنسبة 7.19 في المائة)، وبعدها فاس (20 حالة بنسبة 6.53 في المائة)، ثم مدينة تارودانت (18 حالة بنسبة 5.88). وتشكل المدن الكبرى «نقطا سوداء وبؤرا لكل أشكال الاعتداء والاستغلال الجنسيين، بسبب السياحة الجنسية وتشغيل الأطفال، وتزايد عدد الأطفال المتخلى عنهم وأطفال الشوارع وخادمات البيوت». وسجلت السنة الماضية 168 حالة اعتداء بنسبة 59.90 في المائة من مجموع الحالات المرصودة في التقرير، في حين سجلت 138 حالة بالنسبة إلى الذكور خلال سنة 2008 بنسبة 45.10 في المائة. ودقت نجاة أنوار، رئيسة الجمعية، خلال كلمة لها بالندوة الصحفية، ناقوس الخطر في ما يتعلق بالفئة العمرية الأكثر تعرضا للاعتداء الجنسي، وهي الفئة المتراوحة أعمار الأطفال فيها ما بين 0 سنة وثماني سنوات، وذلك بحكم السن وانعدام الأهلية والقابلية للإغراءات والإكراهات المادية والرمزية». وتصدر الاغتصاب، وفق حالات التقرير، أشكال الاعتداء الجنسي، بما مجموعه 147 حالة اغتصاب بنسبة 48 في المائة، ثم 59 حالة اغتصاب مصحوبة بالعنف بنسبة 19.28 في المائة، أما التحرش الجنسي فبلغ 96 حالة بنسبة 31.37 في المائة، أما الحمل الناتج عن الاغتصاب بالنسبة إلى الفتيات القاصرات، فسجلت بخصوصه أربع حالات بنسبة 1.31 في المائة من مجموع 306 حالات خلال هذه السنة. وتعليقا على تزايد الحالات المسجلة، أكد سعيد الراجي، المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، أن «ارتفاع العدد لا يعود إلى تزايد الحالات، بل نتيجة تزايد الوعي لدى المجتمع بالظاهرة، التي رفع عنها غطاء «الطابو» مشيرا، في تصريح ل«المساء» إلى «أن الاعتداء الجنسي على الأطفال كان في ما مضى يعتبر مصدر عار، أما الآن وبفعل الحملات التحسيسية فقد أصبح الآباء ينظرون إلى أطفالهم المعتدى عليهم أنهم ضحايا». وحسب الإحصائيات الرسمية للمرصد، فقد سجلت 120 حالة اعتداء خلال سنة 2008، تحتل فيها الإناث الرتبة الأولى (60 حالة) ثم الذكور (57 حالة)، بينما ثلاث حالات غير محددة الجنس. وعكس ما ورد في تقرير جمعية «ما تقيش ولدي»، التي ذكرت أن مدينة الدارالبيضاء هي التي تحتل الرتبة الأولى، فإن جهة سلا زمور زعير هي التي تحتل الرتبة الأولى من حيث عدد الضحايا التي توصل بها المرصد (43 حالة)، تليها جهة الغرب الشراردة بني احسن (13 حالة)، وتأتي مدينة الدارالبيضاء في الرتبة الثالثة (10 حالات). أما الفئات العمرية الأكثر عرضة، بالنسبة إلى المرصد، فهي الفئة العمرية التي يتراوح سنها ما بين 7و12 سنا، في حين تتساوى الفئات ما بين 0و6 و13و18 سنة من حيث العدد (34حالة لكل فئة).