كشفت نجاة أنور رئيسة جمعية «ما تقيش ولدي»، أن عدد حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال بالمغرب في سنة 2008 تزايد بشكل خطير وصادم، حيث وصلت إلى 306 حالة في الوقت الذي كان ينحصر عدد الحالات المحصية في سنة 2006 فقط في 20 حالة، و لا يتجاوز 50 حالة في سنة 2007، أي بارتفاع في عدد الحالات بنسبة 536 في المائة. وأوضحت نجاة أنور التي كانت تتحدث أول أمس الثلاثاء 19 مايو 2009 في ندوة صحفية نظمتها جمعية «ما تقيش ولدي» لتقديم التقرير السنوي 2008 حول الاعتداءات الجنسية على الأطفال بالمغرب، أن هذا الارتفاع في الحالات يشكل ناقوس خطر ويؤكد بالملموس أن الطفولة المغربية في خطر، مما يستلزم تكثيف الجهود والتصدي لهذه الظاهرة والحد من دائرة انتشارها في أفق القضاء عليها. وأفاد التقرير السنوي المقدم، أن ظاهرة الاستغلال الجنسي بدأت تأخذ طابعا بنيويا وهيكليا لارتباطها من جهة بجزء من السياحة التي تشكل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، ومن جهة أخرى الطابع المنظم لارتباطها بشبكات ومنظمات إجرامية تجعل من دعارة الأطفال تجارة تتجاوز حدود المغرب ولها امتدادات على الصعيد الدولي. وتتم هذه الاعتداءات في الأماكن الأكثر أمانا ومن المقربين لأطفال الضحايا كالبيت الأسري، بيوت الجيران والأقرباء وفي الخيريات والمدارس الداخلية، المخيمات الصيفية وأماكن الشغل بالنسبة لخادمات الشغل، أما المعتدون فهم في غالب الأحيان أناس تربطهم بالأطفال الضحايا علاقة الدم كالأب، الأخ، العم، ابن الخالة أو العمة أي معتدين من الوسط العائلي، أو علاقة قرابة، كالجيران، المدرسين ، فقهاء مساجد، المدرب الرياضي وحراس عمارات. وجاء أيضا في التقرير السنوي على أن طبيعة ونوعية الاعتداءات الجنسية على الأطفال تتمثل في التحرش بالطفل باللمس لبعض المناطق الجسدية للمعتدي حيث نجد 96 حالة بنسبة 31 في المائة ، الاغتصاب يصل إلى 147 حالة، أي بنسبة 48 في المائة، الاستغلال الجنسي عبر الصور الخلاعية، دعارة الأطفال، واستغلالهم في السياحة الجنسية، الاختطاف، والاغتصاب المصحوب بالعنف ب 59 حالة، أي بنسبة 19.28 في المائة، والحمل الناتج عن الاغتصاب الذي سجلت فيه 4 حالات بنسبة 1.31 في المائة من مجموع 306 حالة المسجلة خلال سنة 2008 . أما بخصوص التصنيف على مستوى الفئات العمرية فتعتبر الفئة العمرية المتراوحة بين 0 سنة وثماني سنوات هي الفئة الأكثر عرضة للاعتداءات (169حالة) عن بقية الفئات العمرية الأخرى للأطفال وذلك بحكم السن والأهلية وقابليتها للإغراءات الاكراهات المادية والرمزية، أما الفئة العمرية من 8 سنوات إلى 15 سنة فقد سجلت 104 حالات اعتداء شكلت نسبة 33.99 في المائة، وتأتي في المرتبة الثالثة الفئة العمرية من 15 سنة إلى 18 سنة فهي الفئة الأقل اعتداء ب 33 حالة بنسبة 10.78 في المائة من مجموع الحالات. وفيما يتعلق بانتشار الظاهرة على المستوى الجغرافي أشار التقرير إلى أنها عرفت توسعا خطيرا، حيث توزعت ال 306 حالة المسجلة، على 56 منطقة من مناطق المغرب بشكل متفاوت، فتاتي مدينة الدار البيضاء في المرتبة الأولى ب 53 حالة وتليها مدينة مراكش ب 29 حالة واكادير ب 24 حالة والقنيطرة ب 22 حالة وفاس ب 20 حالة وتارودانت ب 18 حالة و مكناس و وجدة والراشيدية ب 9 حالات، وسجلت بالرباط 8 حالات، بينما الناظور وبني ملال فقد عرفا 7 حالات والمحمدية 5 حالات، وامنتانوت وأسفي 4 حالات وسجلت 3 حالات في كل من تمارة وطنجة وشفشاون وكلميم، وباقي المدن كقصبة تادلة، وأزيلال، برشيد، انزكان، خنيفرة، العرائش، أزمور، اليوسفية، الصويرة، الجديدة، سيدي رحال أولاد تايمة ميدلت وورزازات سجلت بها حالتين، وحالة واحدة في كل من أزرو الداخلةافران ايموزار ولماس صفروسيدي قاسم، السمارة، تاونات، قلعة السراغنة، الحسيمة، وليلي، بنسليمان، أيت ملول، بلفع ، زايو الزمامرة.