جددت نجية أديب، رئيسة جمعية متقيش ولادي مطالبها المتعلقة بضرورة تطبيق النصوص التي شرعها المشرع، والرفع من الأحكام القضائية على اعتبار أن المشرع كان واضحا في العقوبات المترتبة على الاعتداءات إلا أن القاضي لا يطبقها، لاسيما ظروف التشديد. واستنكرت أديب، في تصريح لـالتجديد، الجلسات العلنية للأطفال ضحايا التحرش الجنسي أو الاغتصاب، موضحة أن ذلك يؤثر عليهم نفسانيا، والأفضل تضيف أديب أن يتم الاستماع إليهم من قبل القاضي في جلسة مغلقة، مشددة على ضرورة تسريع المسطرة الجنائية في مثل هذه القضايا، فهناك ملفات ترجع إلى سنة 1985 لازالت رائجة بالمحاكم، مثلا ( ثلاثة أطفال تحرش بهم معلمهم في الفصل، يدرسون الآن بالإعدادية ولازال ملفهم أمام القضاء). وجاءت تصريحات أديب على خلفية الاجتماع الذي نظمته مساء أمس الاثنين وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والطفولة والتضامن نزهة الصقلي مع العديد من الجمعيات العاملة في ميدان حماية الطفولة من الاعتداءات الجنسية، وذلك للتفكير في وضع استراتيجية للوقاية ومساعدة الأطفال ضحايا هذه الاعتداءات. وقدمت الجمعيات لـالصقلي خلال هذا اللقاء مقترحاتها المتعلقة بالحد من الظاهرة التي تفشت في السنوات الأخيرة، وحماية الضحايا قانونيا واجتماعيا. وقالت أديب إن مبادرة الوزارة مهمة جدا للبحث عن السبل الكفيلة لحماية هؤلاء الأطفال، ضحايا ذوي النفوس الضعيفة. وطالبت أديب، بالتشطيب أو تعديل الفصل 484 من القانون الجنائي، معتبرة أنه ثغرة قانونية ينفذ منها المجرمون، وإعفاء الضحايا من أداء الرسم الجزافي المحدد في 500 درهم لأن جل الضحايا من الطبقات المعوزة، ولا يستطيعون أداء هذا المبلغ. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد حالات تعرض الأطفال للاستغلال الجنسي في المغرب، سنة ,2008 بلغ 306 حالات، بارتفاع 536 في المائة مقارنة مع العامين 2006 و.2007 حيث كشفت نجاة أنور، رئيسة جمعية متقيش ولدي، أن عدد حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال بالمغرب في سنة 2008 تزايد بشكل خطير وصادم. وانتقل عدد الأطفال المعتدى عليهم جنسيا، من 20 في العام 2006 إلى 50 في العام ,2007 ليصل إلى 306 حالات، منها 166 حالة تتبعتها الجمعية، و140 حالة استقتها من تتبعها للظاهرة في وسائل الإعلام. وذكر التقرير أن الفئة العمرية حتى 8 سنوات هي الأكثر عرضة للاعتداءات من بقية الفئات العمرية الأخرى للأطفال، بحكم السن، والأهلية، وقابليتها للإغراءات والإكراهات المادية والرمزية. ومن أجل القضاء على مظاهر الاعتداء، وخاصة الاعتداء الجنسي على الأطفال، خصص مهرجان تيميتار الذي سينعقد في الفترة الممتدة من 1 إلى 5 يوليوز 2009 رواقا لجمعية متقيش ولدي للتحسيس بخطورة الاعتداءات على الأطفال ووضع الحاضرين أمام مسؤولياتهم في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة المؤثرة سلبا على المجتمع.