رشح حزب التقدم والاشتراكية وتحالف اليسار الديمقراطي (الحزب الاشتراكي الموحد، الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المؤتمر الاتحادي) محمد الساسي، نائب الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي الموحد، على رأس لائحة مشتركة للأحزاب الأربعة بدائرة يعقوب المنصور بالرباط، في الانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها في 12 يونيو المقبل. وذكر مصدر مطلع أن الأحزاب الأربعة حسمت، خلال لقاء انعقد يوم السبت الماضي بمقر فرع الحزب الاشتراكي الموحد، في تسمية الساسي وكيلا للائحة بدائرة يعقوب المنصور، وأن التوافق داخليا قد تم على الأسماء التي ستحتل المراكز الأربعة الأولى باللائحة ويتعلق الأمر فضلا عن الساسي، بمحمد كرين من التقدم والاشتراكية، ومنصور ابراهيم عن الطليعة ومحمد الرباحي عن المؤتمر الاتحادي. وتضم اللائحة المتكونة من 41 عضوا من بينهم 4 نساء في اللائحة الإضافية، فضلا عن منتمين إلى الأحزاب المذكورة، فعاليات مدنية غير منتمية ومنتمين إلى جمعيات الأحياء والشباب. وقال الطيب المختاري، كاتب فرع التقدم والاشتراكية بيعقوب المنصور، ل«المساء» إن تقديم الأحزاب الأربعة للائحة مشتركة برمز «الرسالة» أملته ضرورة تكتل قوى اليسار من أجل مواجهة ما أسماه بالفساد الذي يسود الحقل السياسي، وإعادة الصداقية، ولو نسبيا، إلى العمل السياسي، مشيرا إلى أن الوصول إلى الترشيح المشترك لم تعترضه أية مصاعب، بالنظر إلى وعي الأطراف المتحالفة بضرورة التحالف كما هو الأمر في العديد من المدن. وستجد لائحة التقدم والاشتراكية وتحالف اليسار الديمقراطي بدائرة يعقوب المنصور نفسها في مواجهة ساخنة أمام ممثل حزب الأصالة والمعاصرة سيدي الغيثي الجماني، وبوشعيب جبور عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقال سعيد خوخو، كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد بيعقوب المنصور في اتصال مع «المساء»: «التحالف الرباعي هو الذي سيكفل لليسار الحصول على بعض المقاعد التي تمكنه من إسماع صوته الذي غاب منذ ما يربو عن 10 سنوات عن المجلس الجماعي». وبالنسبة إلى كاتب فرع التقدم والاشتراكية بيعقوب المنصور، فإن «حظوظ اللائحة المشتركة رهينة بمشاركة المواطنين في العملية الانتخابية، ومدى قدرتنا على استمالتهم للتصويت على لائحتنا، وهو كذلك رهين بمدى فعالية العمل الذي باشرناه منذ مدة طويلة وليس عشية الانتخابات». وفيما كشف المختاري أن لجنة مختصة مكونة من ممثلين عن الأحزاب الأربعة تشتغل حاليا على برنامج مشترك لخوض الانتخابات المقبلة، سيتم الكشف عنه في الأيام المقبلة، قال محمد العوني، عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، إن هناك محاولات جارية الآن في كل من دائرة حسان وسلا باب لمريسة من أجل تقديم لائحة مشتركة بين الأحزاب الأربعة. من جهة أخرى، أوضح العوني أن هناك إرادة لدى أحزاب التحالف اليساري لتجاوز الصعوبات التي اعترضت الترشيح المشترك في الانتخابات التشريعية الماضية، وطموحا لإنجاح تجربة اللوائح المشتركة، مشيرا إلى أن التحالف أفلح في وضع لوائح مشتركة في كل مناطق المغرب، باستثناء كلميم وبركان وخريبكة وقصبة تادلة، التي تتجه الأمور فيها إلى الحل. وكان محمد الساسي قد وجد نفسه في انتخابات 7 شتنبر 2007 في مواجهة حليفه في التحالف اليساري أحمد بنجلون، الكاتب العام لحزب الطليعة، بعد أن لم يتوصل التحالف الثلاثي إلى توافق حول الترشيح في دائرة المحيط بالرباط، فيما توصل بصعوبة كبيرة إلى توافق حول 76 دائرة انتخابية. إلى ذلك، كشف العوني أن أحزاب التحالف خصوصا وأحزاب اليسار عموما، تستعد لمواجهة وصفها بحامية الوطيس مع حزب الأصالة والمعاصرة، بالنظر إلى أنها تعتبر نفسها هي المستهدفة من إضعاف الأحزاب والتحكم في المشهد السياسي، وقال في تصريح ل«المساء»: «سنعمل على فضح هذا المشروع الذي لا يختلف في شيء عن مشروع «الفديك» في الستينيات، وفضح الملتحقين به واستغلال النفوذ وممتلكات الدولة من قبل الحزب».