اهتزت مدينة القنيطرة، خلال الأسبوع المنصرم، على وقع جريمتين شنيعتين ذهب ضحيتهما شخصان، في حادثين منفصلين، وقعا معا في ظرف زمني قصير، لم يمر عليه سوى يوم واحد. الجريمة الأولى التي نفذت بفضاء شركة «فرتيما» المتواجدة على ضفاف نهر سبو، اكتشفت خيوطها الأولى، حينما أشعرت إدارة الشركة المذكورة مصالح الأمن بعثورها على جثة «ع» (52 سنة)، الحارس الليلي للشركة، مدرجا في دمائه، حيث انتقلت عناصر الفرقة العلمية والشرطة القضائية للأمن الولائي بالقنيطرة، وباشرت تحرياتها الأولى بعين المكان، وبناء على تصريحات شاهد، يعمل بوحدة صناعية مجاورة، تم الاهتداء إلى المشتبه فيه، وهو حارس يشتغل مع الضحية بنفس الشركة، جرى اعتقاله فيما بعد. تحقيقات الأمنيين مع المتهم، كشفت ملابسات هذه الجريمة، بعد أن اعترف الظنين بدخوله في مشادات كلامية مع الضحية، في جلسة خمرية حول عاهرة، كان الجاني قد اصطحبها معه إلى مقر الشركة لممارسة الجنس معها، تطورت إلى اشتباك بالأيدي، تمكن خلالها المتهم من طرح «م ع» أرضا، ما أدى إلى إصابة هذا الأخير بجروح على مستوى الرأس، وكسر بأحد أضلعه الجانبية، تسبب له في حدوث نزيف دموي داخلي عجل بوفاته، بعد ساعات من ذلك. وقد تمت إحالة الظنين «م. ب»، أمس الاثنين، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، بتهمة الضرب والجرح المفضي للموت دون نية إحداثه، والخيانة الزوجية والفساد، في حين توبعت العاهرة، وهي في حالة اعتقال، بتهمة الفساد. ولم تكد عناصر الشرطة القضائية تنتهي من وضع آخر الترتيبات لإقفال ملف قاتل الحارس الليلي، حتى تم إشعارها في اليوم الموالي، بوقوع جريمة ثانية بمنطقة «المسيرة»، راح ضحيتها الشاب «ح. ب» (25 سنة)، يقطن بحي «لابيطة»، بعدما تلقى طعنة سكين على مستوى القلب، بالقرب من إعدادية الحريري، أردته قتيلا في الحال، حيث تمَّ إيداع جثته بالمستودع البلدي للأموات. المعطيات التي تم تجميعها من مسرح الجريمة، وفق ما أفاد به مصدر موثوق، مكنت من معرفة مرتكبيها، لتشن مصالح الأمن حملة تمشيطية واسعة النطاق، أسفرت عن اعتقال العديد من المشتبه فيهم، حيث ما زالوا يخضعون للتحقيق، للكشف عن الملابسات الحقيقية لهذه الجريمة.