الزاكي.. الاسم الذي سكن لمدة الإدارة التقنية للفريق الوطني لم يسلم أبدا من الشنق، لم يسلم من نقد لاذع حتى وهو يصل بالمنتخب المغربي إلى نهاية أكثر من رائعة في منافسات كأس إفريقيا بتونس.. لم يسلم من اللدغ حتى وهو يقصى ( بشمتة ) من مونديال ألمانيا.. ففضل الانسحاب في صمت، وفي الحلق غصة... فاخر.. هو الآخر سكن دائرة سوط لا يرحم.. هنري ميشال، تعرض للجلد دائما.. ولومير يشرب من نفس الكأس قطرة.. قطرة.. لا أعرف، هل اعتدنا نحن دائما على الجلد.. وأصبحنا نتقن فن السوط؟ أم أن الأمر هو رغبة ملفوفة بعشق جنوني للمنتخب تسكننا، وتحول أقلامنا إلى سوط، سوط واحد لا يدمي... لأننا حين ننتقد لومير أو غير لومير، لم نحاول مرة أن نكون كمن يجلد بسوط حقيقي.. لكن هناك من تعود أن يجلد مثل أي سادي معتوه.. هناك من لا يناقش لومير على أخطائه.. لا يناقشه على توجه تقني وتكتيكي لم يقنعه.. هذا البعض يشتم أحيانا، ينادي ببديل على غير العادة.. وينسى أن خطته هذه لا تخلو من سذاجة تكتيكية... لأن من جلد هنري ميشال وطالب برأسه.. وتمنى روجي لومير بديلا يسكب سطل ماء سحري يمحو به الأخطاء، هو نفسه من ينهش هذا البديل.. لا أقول هذا دفاعا عن لومير لأنه أخطأ حقا أكثر من مرة.. وكنت واحدا ممن تطوعوا يوما بعد غضب الهزيمة ليحملوا عنه حقائبه للمطار.. أخطأ وهو ينهزم أمام منتخب غابوني لا يشغل مساحة خرم إبرة في جغرافيا الرياضة العالمية.. وأخطأ قبلها وهو يصوغ نفس التركيبة القديمة.. وثق في تطمينات خادعة تضعنا في إطار مغشوش لا تكسره الهزيمة.. حطم هذا الواقي الأخير الذي لم يكسره هنري ميشال.. وقطع نصف خيط الحلم.. ولكن هل لا بد أن يتألم البعض، يبكي في صمت كي نظهر غضبنا؟ إن ما وقع مع الزاكي، فاخر، ميشال، ولومير يجب ألا يتكرر دائما برداء شوفيني مهزوز.. ونحن نحمل حلمنا فوق كف عفريت ونرحل إلى بلاد الكامرون، حيث النصر والتعادل والهزيمة.. مرحبا، طبعا، بأي نقاش هادف يلد نتيجة مسكونة بالفرح.. وأبدا لا نريد نقاشات بيزنطية عقيمة.. نقاشات تحول أي مدرب إن أخفق إلى نص في جدول النميمة.. نقاشات بحجم جبل يتمخض فيلد فأرا.. الفأر الذي يقرض حبل ديمقراطية الحوار.. يميع الحوار الذي يصبح سبا رخيصا.. وشتما محملا بشتى أنواع الانحطاط، أخاف أن أقول أخلاقي.. وأعرف أن البعض الآخر يناقش لومير، وغير لومير بكل النضج، ولا أظن أن أي مدرب في العالم يمكن أن يحمل لهذا البعض غير الود.. وتكون الشفافية في التعامل إشارة واضحة إلى علاقة حميمية بين المتفرج، الناقد، الفاعل، اللاعب والمدرب.. ونساهم جميعا بحوار جماعي هادف في البحث عن النتيجة.. ولا أضع هنا خطوطا حمراء في التعامل مع الإطار الوطني.. ( خليوه يسخن بلاصتو شوية ..) دون أن ننسى مرة بعد أخرى واجب التذكير بجسامة المسؤولية.. « يجب أن نضع دائما وأبدا قنفذا تحت كل جمجمة لكي لا يتوقف الوخز».